العراق في ظل حكم مدحة باشا (1869-1873)‎

الملخص AR

كان مدحت باشا واحدا من المصلحين العظام في التاريخ العثماني، بالرغم من أن المدة 1869 إلى 1872 كانت مدة وجيزة إلا أن أهميتها في تاريخ العراق كانت بارزة.

إن الحكومة العثمانية في تاريخ حكمها الطويل عجزت عن كبح جماح العشائر العراقية التي كانت ساخطة على سياستها الاستعمارية.

و أن الدولة العثمانية التي حاولت أن تجد حلولا ملائمة لسياستها في ما يخص واردات الأرض من خلال إدخال النظم الإدارية الجديدة، إلا أن العقبة الوحيدة هي وجود العشائر القوية التي تعارض بشدة إدخال تلك التنظيمات أو أي محاولة من جانب الحكومة لتقوية قبضتها عليها.

كما عمد مدحت باشا في العراق إلى الإبقاء على ما كانت عليه العشائر من تشاحن و خلافات على أمل إضعافها و بالتالي السيطرة عليها، فقد كانت السلطات العثمانية في عهد مدحت باشا تلجأ دوما إلى استخدام القوة و القسوة عن طريق استخدام الحملات العسكرية لمعاقبة العشائر الثائرة ضدها و الممتنعة عن دفع الضرائب، و نشر مبدأ الانقسامات بين العشائر و شيوخها.

و قد ساهمت السياسة العثمانية المتبعة مع العشائر العراقية بشكل أو آخر في تقوية العصبية العشائرية و التلاحم بين العشائر من أجل مواجهة التحديات المحدقة بهم، و كان في مقدمتها السياسة المتبعة من قبل العثمانيين أنفسهم.

لم تستجب العشائر بصورة إيجابية حيث كانت تشمئز من دفع الضرائب للحكومة بالإضافة إلى ذلك كانت تريد التحرر من الحكومة و التجنيد الإجباري في الجيش العثماني الذي طبق للمرة الأولى في عهد مدحت باشا و التنظيمات على العراقيين.

فإن من يسيطر على العشائر العراقية يتمكن من فرض السيطرة على العراق قاطبة.

و لهذا كانت تلك السلطات الحكومية تسعى إلى عثمنة العشائر العراقية قبل و خلال عهد السلطان عبد الحميد الثاني.