العمال و أصحاب رأس المال و الدولة في اقتصاد العولمة : علاقات القوة و الاعتماد

الملخص AR

انطلاقا من أهمية هذه القضية على المستوى العالمي، و أخذاً في الاعتبار التغيرات المتلاحقة على المستوى المحلي، تهدف الدراسة الراهنة إلى عرض و تحليل الإطارين التنظيري و التطبيقي للعلاقات الناشئة بين أطراف العملية الإنتاجية في ظل اقتصاد العولمة، و تنطلق الدراسة من خلال عرض اتجاهين نظريين هامين في تحليل وتفسير البناء الاقتصادي العالمي في واقعه الحالي : نظرية النظام العالمي و نظرية التقسيم العالمي الجديد للعمل ؛ و كما تؤكد نظرية النظام العالمي على أن العالم ينقسم إلى دول المركز الغني و دول المحيط الفقير، وفق اعتبارات اقتصادية بحتة تقوم على نوع من التبادل غير العادل، تلفت النظرية الثانية الانتباه إلى أننا أمام تقسيم عالمي جديد للعمل تحدده نوعية التكنولوجيا المستخدمة في الإنتاج، و يأخذ في الاعتبار العوامل الجغرافية و المتغيرات الاجتماعية، و من ثم تقدم الدراسة تحليلاً للعلاقات الناشئة بين أصحاب رأس المال، و العمال، و الدولة، و ذلك من خلال مناقشة الاتجاهات النظرية الشارحة لتلك العلاقات مع عرض أمثلة واقعية تساعد على فهم الأبعاد البنائية و الديناميكية.

و توضح الدراسة كيف أن أصحاب رؤوس الأموال، و من خلاله ما قدمه لهم وسائل الاتصال و المواصلات من سهولة الاتصال و الانتقال، و انخفاض تكاليفهما، قد أصبحوا في موقف أقوى في علاقاتهم مع عمال العالم و دوله، مع وجود نوع من التأثيرات المتداخلة بين جميع الأطراف، و مع ذلك تقدم الدراسة رؤية متفائلة بمستقبل العلاقة بين طبقتي العمال و أصحاب المال.

و تختم الدراسة بمناقشة مفهوم القوة في الأدبيات السوسيولوجية، حسبما جاء في كتابات كارل ماركس و ماكس فيبر و آخرون، مع تطبيق ذلك على واقع الاقتصاد العالمي الحديث، و من ثم تعرض الدراسة لما قد يكون مصادر مباشرة و غير مباشرة للقوة في علاقات الإنتاج.