اللون و دلالاته في الشعر الفلسطيني المقاوم

الملخص AR

يعتبر اللون عنصرا مهما من عناصر التعبير الفني و كشفا معرفيا، يسعى لسبر أغوار النفس الإنسانية و استدراجها إلى عالم الظهور، و هو يشكل اللبنة الرئيسية في القصيدة شكلا و مضمونا، بما يحمل من دلالات جمالية، تغطي الإبعاد الفنية للصورة الشعرية ، فدلالاته كما يقال تتغير تبعا للسياق و الأثر النفسي، فمنذ النكبة عام 1948 و احتلال فلسطين من قبل الكيان الصهيوني، تجند الكثير من شعراء فلسطين للذود عنها، حسب ما يمتلكون من قدرات فكرية و فنية، فقد حمل بعضهم السلاح و التحق بالرفاق و نال الشهادة في هذا الدرب و اتخذ بعضهم الآخر من الشعر وسيلة تحريضية و سلاحا فتاكا ضد المحتل و لكي يكون لسلاحهم الشعري فاعلية أقوى في التواصل مع الشعب و الأمة، عكفوا على توظيف الرموز و منها اللون و دلالاته، لما فيه من قدرة على توجيه الأفكار و تعميق الروية الفنية.

فالشعر الفلسطيني المقاوم المعاصر منذ البداية تعامل مع هذا الرمز باعتباره وسيلة فاعلة ذات قدرة هائلة و غنية من التأثير و النفاذ و عاملا مؤثرا في إغناء الصورة و تخصيبها، فعمد إلى تجاوز حدود الألوان وصياغة قيم شعرية جديدة لها، مع مدها بطاقة تعبيرية مميزة، وظفها أسلوبيا و دلاليا لتحقيق التأثير المعنوي و الوجداني.

لذا سنتناول في هذا المقال، اللون و دلالاته و مدى فاعليته في توليد الدلالات التي تخدم القضية الفلسطينية و تكشف عن معاناة الإنسان الفلسطيني على المستوى النفسي و الاجتماعي.