عبد الله بن محيريز الجمحي القريشي و دوره في الحياة العامة في الدولة الأموية

الملخص AR

يتناول هذا البحث سيرة و حياة الفقيه و المحدث و العابد عبد الله بن محيريز الجمحي القرشي و دوره في الحياة العلمية و السياسية و العسكرية في العصر الأموي.

فقد نشأ يتيما في مكة و هاجر في مطلع شبابه إلى الشام و استقر في بيت المقدس و تعلم الفقه و الحديث على يد كبار الصحابة في الشام و فلسطين حتى صار من أبرز فقهائها و عبادها و زهادها، و على الرغم من حرصه على عدم الشهرة و انشغاله بالزهد و العبادة فإنه لم يعتزل الحياة العامة بل شارك بشكل فاعل في الحياة الاجتماعية و العلمية و السياسية و العسكرية دون أن يتولى منصبا في الدولة فقد تتلمذ على يديه العديد من أبناء الشام و فلسطين في الحديث و الفقه الذين اتخذوه قدوة في الزهد و العبادة و النزاهة و التواضع.

و قدم النصح و المشورة للخلفاء و الولاة وعد ذلك واجبا عليه من باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و عرف بجرأته التي لا تجارى في الحق فقد انتقد أخطاء الخلافة و تجاوزاتها السياسية و الدينية، لكنه لم يجز الطعن في شرعيتها أو الخروج عليها بالسيف حفاظا على وحدة الأمة، و من أجل توفير طاقاتها لخدمة مصالحها العليا و في مقدمتها جهاد الروم الذي كان شغله الشاغل فشارك باستمرار في حملات الصوائف في شبابه و شيخوخته و صحته و مرضه حتى توفي و هو خارج في إحدى الصوائف في كورة فامية بجند حمص، و دفن هناك على الطريق الذي تمر منه الصوائف إلى بلاد الروم.