السياسة الروسية تجاه المسألة المصرية من بداية الأزمة حتى معاهدة هونكار اسكله سي 1834-1832 : دراسة في ضوء الوثائق البريطانية

الملخص AR

كانت روسيا مهتمة جدا بالصراع الذي نشأ بين محمد علي باشا و الدولة العثمانية، يحدوها الأمل في تحقيق آمالها و طموحاتها التاريخية بالوصول إلى المياه الدافئة عبر المضائق العثمانية، و لقد ساعدها على ذلك تقاعس بريطانيا و فرنسا عن تقديم المساعدات اللازمة للدولة العثمانية ضد محمد علي، الأمر الذي جعل السلطان العثماني محمود الثاني يقوم مضطرا تحت ضغط الانتصارات التي حققها محمد علي إلى قبول مساعدة روسيا، و التي كانت تشكل حتى حينه العدو الرئيسي و التقليدي للدولة العثمانية.

و الواقع أن روسيا قد أمعنت في استغلال حاجة السلطان للحماية، و استطاعت لأول مرة و بناء على طلب رسمي من السلطان العثماني محمود الثاني أن تنزل قواتها في اسطنبول وأن تدخل سفنها العسكرية المضائق العثمانية، بل و استطاعت توقيع معاهدة هونكار اسكله سدي في 8 يوليو 1833 مع الدولة العثمانية، و التي تنص بشكل واضح على تقديم المساعدة الروسية للدولة العثمانية مقابل قيام الأخيرة بإغلاق المضائق في وجه السفن الحربية "عند الحاجة"، الأمر الذي يعني ضمنا عند طلب روسيا منها ذلك، مما أثار الدبلوماسية الأوروبية و في مقدمتها بريطانيا التي نشطت دبلوماسيتها لمقاومة هذه المعاهدة التي تعتبر في ظاهرها معاهدة تحالف لكن في باطنها معاهدة حماية.