السراب في الشعر الجاهلي : دراسة في تشكيل الظاهرة و تأويلها شعريا

الملخص AR

لاحظ الباحث أن ظاهرة السراب أو الآل لم يلتفت إليها فنيا في الدراسات التي حاورت الشعر الجاهلي، و لهذا سعيت إلى جمع الشعر الذي يتناول هذه الظاهرة بالوصف أو التأمل، فكان أبياتا متناثرة ترد في حديث الشعراء عن الناقة و الرحلة، و يجمع بين هذه الأبيات رؤية دقيقة في اكتناء هذه الظاهرة، اذ يبدو السراب باعثا لأسباب الحياة من خلال صورته المائية و حضوره ضمن مشهد الظعن، و يظهر كذلك مستنفرا طاقات الناقة الكامنة، و مستنفرا قوتها المتأججة لبذل أقصى سرعة لها حتى تنقذ الشاعر من موت محقق في متاهات الصحراء.

و قد تحول السراب من ظاهرة طبيعية إلى فكرة شعرية فاعلة و مؤثرة في السياق و تعكس حالة الشاعر النفسية و موقفه من الحياة و الموت أثناء رحلته الشاقة في القصيدة و الصحراء معا، و هذا ولد في نفس الباحث رغبة في دراسة هذه الظاهرة.