التحسين و التقبيح العقليان بين المعتزلة و أهل السنة و الجماعة

مقدم أطروحة جامعية

هناء البدري إبراهيم

مشرف أطروحة جامعية

محمد، التجاني أبو بكر علي

الجامعة

جامعة أم درمان الإسلامية

الكلية

كلية الشريعة و القانون

القسم الأكاديمي

قسم أصول الفقه

دولة الجامعة

السودان

الدرجة العلمية

ماجستير

تاريخ الدرجة العلمية

2005

الملخص العربي

-قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبيرٌ بما تعملون( ).

لقد أصاب المعتزلة في قولهم أن الحسن و القبح صفات ثبوتية في الأفعال معلومة بالعقل و الشرع و أن الشرع جاء بتقرير ما هو مستقر في الفطرة و العقول بتحسين الحسن و الأمر به، و تقبيح القبيح و النهي عنه و أنه لم يجيء بما يخالف العقل و الفطرة، لكنهم أخطأوا في ترتب العقاب على هذا القبيح عقلا، و أصابوا في إثبات الحكمة لله تعالى و أنه سبحانه لا يفعل فعلا خاليا عن الحكمة بل أفعاله مقصودة بعواقبها الحميدة و غاياتها المحبوبة له، و أخطأوا في موضعين : أحدهما : أنهم أعادوا تلك الحكمة إلى المخلوق و لم يعيدوها إلى الخالق سبحانه.

و الموضع الثاني : أنهم يضعوا لتلك الحكمة شريعة بعقولهم و أوجبوا على الرب تعالى بها و جرموا و شبهوه بخلقه و أفعالهم بأفعاله، بحيث ما حسن منهم حسن منه، و ما قبح منهم قبح منه فلزمتهم بذلك اللوازم الشنيعة و عجزوا عن التخلص عن تلك الالتزامات، و لو أنهم أثبتوا حكمة التشريع من غير تشبيه لخلقه بل بنسبتها إليه كنسبة صفاته إلى ذاته، فكما أنه لا يشبه خلقه في صفاته فكذلك في أفعاله و لا يصح الاستدلال بقبح القبيح و حسن الحسن منهم على ثبوت ذلك.

و أصابوا في قولهم بأن الله تعالى لا يمتنع في نفسه الوجوب و التحريم و أخطأوا في قولهم : إنه يجب عليه ما أوجبه على نفسه و يحرم عليه ما حرمه هو على نفسه فهو مثلا كتب على نفسه الرحمة، و أحق على نفسه نصر المؤمنين، و حرم على نفسه الظلم كما جعله محرما بين عباده.

و قد هدى الله أهل السنة و الجماعة الذين هم وسط فقد أثبتوا كمال الملك وتمام الحكمة فوصفوه بالقدرة التامة على كل شيء من الأعيان و أفعال العباد و أثبتوا له الحكمة التامة في جميع خلقه و أمره و أثبتوا له الحمد كله في جميع ما خلقه، و نزهوه عن دخوله تحت شريعة يضعها العباد بآرائهم، كما نزهوه عما نزه به نفسه بما لا يليق به، فاستولوا على محاسن المذاهب و تجنبوا أرداها ففازوا بالقدح المعلى.

و على كل حال فإن العقل له صلاحية الكشف عن الحسن و القبح، و أنه لا يفتقر الوقوف على حكم الله تعالى إلى ورود الشرائع لاعتقادهم وجوب مراعاة المصالح و المفاسد، وإنما الشرائع مؤكدة لحكم العقل فيما يعلمه العقل، أو بالنظر، فأما ما لا يعلمه العقل بالضرورة و لا بالنظر، فإن الشرائع مظهرة لحكمه لمعنى خفي علينا، فالحاكم حقيقة، هو الشرع إجمالا و إنما الخلاف في أن العقل هل هو كاف في معرفة حكم الشرع أو لا؟ التوصيات : لعل من المناسب في هذا المقام طرح قضية مهمة، هذه القضية هي تحديد، و دراسة وتقويم الكتب الأصولية المعروفة، سواء في كتب المتكلمين من المعتزلة، و الأشاعرة أو غيرهم و ذلك لعدة أمور : (1) يلاحظ على كثير من الكتاب المعاصرين من تقديمهم للعقل على كتاب الله و سنة رسوله علية الصلاة و الصلام عند التعرض لبعض مسائل العقيدة خصوصا الغيبيات، و هذا الاتجاه ليس وليد هذا العصر و لكنه اتجاه ابتلى به المسلمون في القرن الثاني الهجري، فكان من الحكمة للقضاء و على هذا الاتجاه القضاء على أساسه، و ذلك ببيان من هم مؤسسو هذا الاتجاه و دحر آرائهم.

(2) إن فرقة المعتزلة من الفرق الإسلامية المشهورة في علم الكلام مع ذلك لم تأخذ حقها الوافي في الكتابة عنها، و قد يتردد اسمها كثيرا عندما تذكر الفرق الأخرى، وتشتمل على آراء كثيرة كل رأي منها يصلح أن يكون مشروع رسالة للدكتوراه، فلماذا لا تأخذ هذه الآراء وتوضع و تناقش ليظهر الصحيح منها من الرث ليخرج الجيل الجديد متفهما لمعنى المعتزلة لا لاسمها فقط خاصة و أنها وإن كان قد زال اسمها، إلا أن كثيرا من آرائها مازالت باقية، إضافة إلى ما نلاحظه من عودة بعض المعاصرين لإحيائها بدعوى أنهم رواد الفكر الحر.

(3) تجلية مفهوم أهل السنة و الجماعة خاصة بعد ظهور فرق كثيرة مختلفة ومسميات مختلفة، فإن تجلية مفهوم أهل السنة و الجماعة مهمة ضرورية في هذا العصر الذي كثرت فيه دعاوى الانتساب لأهل السنة من لا يعرف عقيدة أهل السنة وأصولها، و لا يعمل بها بل و ممن يخالف أهل السنة في الأصول أو بعضها فوجب إعطاءه حقه من العناية و البيان.

(4) إن الدعوات و الحركات الإسلامية المعاصرة التي تحمل لواء الدعوة و ترفع راية الإسلام قد نفع الله بها الإسلام والمسلمين بعض النفع، إلا أن غالبها حتى الآن لم ترفع لواء السنة كما كان عند السلف الصالح علما و عملا و سلوكا و منهجا بمعنى أن أكثر هذه الدعوات المعاصرة لم تعتمد مذهب أهل السنة و الجماعة في الأصول، و لم ترتسم منهج السلف الصالح بشكل واضح جلي، و كذلك المناهج العلمية و العملية لا تزال قاصرة عن ذلك، و طلاب العلم و الدعاة هم أجدر من يجب عليهم أن يولوا هذه المسألة حقها.

(5) هذه المذاهب بالرغم مما شابها من بعض الأخطاء إلا أنها أثرت الثقافة الإسلامية و أنشأت الفلسفة الدينية الإسلامية فيؤخذ منها ما يفيد و يترك ما يضر و يصلح الخلل و يبعد الذلل قدر الإمكان.

(6) لا عز للمسلمين ولا نصر لهم و لا رفعة إلا بالرجوع إلى السنة و إلى منهج السلف الصالح و التخلص من البدع و الأهواء و المحدثات.

و أخيرا : أسأل الله لي ولجميع المسلمين أن ينفعنا بما علمنا و أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينصر الإسلام، و يرد ضال المسلمين إلى الحق و الصراط المستقيم.

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه، و زوجه و من اتبع هداه إلى يوم الدين.

التخصصات الرئيسية

الأديان

الموضوعات

عدد الصفحات

396

قائمة المحتويات

فهرس المحتويات / الموضوعات.

المقدمة.

الفصل الأول : التعريف بالمعتزلة و أهل السنة و الجماعة و مفهوم العقل عندهما.

الفصل الثاني : مسألة التحسين و التقبيح العقليين و حكمهما على الفعل.

الفصل الثالث : علاقة التحسين و التقبيح ببعض المسائل الأصولية.

الفصل الرابع : بعض المسائل التي تفرعت عن مسألة التحسين و التقبيح العقليين.

الخاتمة.

قائمة المراجع.

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

هناء البدري إبراهيم. (2005). التحسين و التقبيح العقليان بين المعتزلة و أهل السنة و الجماعة. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-368713

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

هناء البدري إبراهيم. التحسين و التقبيح العقليان بين المعتزلة و أهل السنة و الجماعة. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية. (2005).
https://search.emarefa.net/detail/BIM-368713

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

هناء البدري إبراهيم. (2005). التحسين و التقبيح العقليان بين المعتزلة و أهل السنة و الجماعة. (أطروحة ماجستير). جامعة أم درمان الإسلامية, السودان
https://search.emarefa.net/detail/BIM-368713

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-368713