أسطول البن العماني و تجارته من (1744 م-1832 م)‎

الملخص AR

شكلت سلطنة عمان عبر العصور التاريخية مرتكزا أساسيا للتجارة الدولية لمختلف السلع التجارية.

و في القرن الثامن عشر الميلادي، و بسبب انتشار تجارة سلعة البن و انتشار مشروبه، غدت عمان من أبرز الدول المتاجرة به و الناقلة الأولى له.

و اكتسب أسطول البن العماني شهرة كبيرة.

لذلك يأتي هذا البحث للكشف عن دور عمان بهذه التجارة، و قد تضمن مقدمة عن المصادر التي أشارت إلى هذا الموضوع، و تمهيدا عن تجارة البن بشكل عام، ثم جاء العرض ليتناول دور عمان في هذه التجارة و خاصة في عهد الدولة البوسعيدية من عام 1744-1832 مع شرح الظروف العسكرية و السياسية التي واجهتها للحفاظ على مكانتها.

و استعرض البحث دور أسطول البن العماني و الطرق التي سلكها.

و انتهى إلى مجموعة من النتائج التي يمكن تلخيصها كالتالي : — قلة الوثائق التي تناولت تجارة البن في عمان و خاصة في الفترة التي سبقت وصول أسرة آل بوسعيد للسلطة عام 1744.

و أهمية كتب الرحالة الأجانب في هذا الجانب. — ازدهار تجارة البن في عمان و خاصة في مؤسس أسرة آل بوسعيد الإمام أحمد بن سعيد بسبب حالة الاستقرار في عمان و اهتمامه شخصيا بالتجارة و أبرزها تجارة البن المستوردة من اليمن الذي حقق عائدات هامة للدولة. — أسهم أسطول البن العماني الذي ذاعت شهرته في تغطية حاجة عمان و العراق و الشام و حتى قسم كبير من حاجة الدولة العثمانية.

و تكون من أسطولين أحدهما مسقطي و الآخر صوري، نسبة إلى مدينة صور. — واجهت تجارة البن العمانية تحديات إقليمية و دولية، و تعرض الأسطول العماني للسطو في منطقة الخليج العربي من قبل الفرس و بعض القبائل العربية مما دفع بالإمام أحمد للدفاع عنه بأسطول حربي. — كانت تجارة البن العماني أحد الأسباب الرئيسية للتقارب العماني-العثماني في مواجهة الخطر الفارسي و خاصة عام 1775. - بدأت تجارة البن العماني بالتراجع بعد الربع الأول من القرن التاسع عشر لدخول منافسين جدد مثل والي مصر محمد علي.

و بريطانيا التي احتلت عدن عام 1939، بالإضافة إلى توجه اهتمام السيد سعيد بن سلطان حاكم عمان إلى سلعة جديدة هي القرنفل بعد أن نقل عاصمته إلى زنجبار عام 1832.

و أخيرا يمكن القول إن المعلومات التي توصل إليها البحث تجعله إضافة مهمة في الكشف عن تاريخ عمان الحديث.