الحملة المصرية على مدينة عكا 1831-1832

الملخص AR

تعالج هذه الدراسة، الحملة العسكرية التي شنها والي مصر محمد علي باشا على مدينة عكا عام 1831م، و شكلت أول مواجهة بين الجيش المصري، إن جاز لنا التعبير، ببنيته العربية حيث اعتمد في بنائه على أبناء الأرياف و البوادي المصرية بتشكيلاته البرية و البحرية، النظامية و غير النظامية، و قياداته العربية، و المستعربة و في مقدمتهم إبراهيم باشا القائد العام للحملة و هيئة أركانه المتحدرين من أصول غير عربية، من جهة، و الدولة العثمانية وارثة الخلافة الإسلامية، و صاحبة الولاية الشرعية في الولايات العربية المنضوية تحت لوائها، بما فيها مصر من جهة ثانية، و جاء ذلك بعد عقدين من وقوفه إلى جانبها و مؤازرتها ماليا و عسكريا، مما مكنها من مواجهة أعدائها في ميادين القتال في الجزيرة العربية و بلاد اليونان.

و قد تم عرضها في ستة محاور رئيسية، أفرد الأول منها لمعالجة الدوافع التي حملت محمد علي باشا على تبديل مواقفه من وال للدولة العثمانية، إلى متمرد عليها، و خصص الثاني لبيان التشكيلات التي انتظمت فيها البرية و البحرية النظامية و غير النظامية، و عالج الثالث زحفها و انتشارها في محيط مدينة عكا، و غيرها من المواقع لتأمين الخطوط الخلفية للوحدات المرابطة على حصار مدينة عكا، و اشتملت على كل من غزة، و يافا، و حيفا، و القدس، و نابلس، و نابلس و جسر بنات يعقوب، و صور، و صيدا، و بيروت، و طرابلس، و بعلبك، و زحلة، و تناول الرابع مسألة ما تدفق عليها من إمدادات عبر خطوط التزويد المصرية البرية و البحرية، و اشتملت على التعزيزات النظامية و غير النظامية و التموين و الأسلحة، بينما كرس الخامس لعرض العمليات العسكرية، التي تخللت فترة الحصار، ابتداء من الانتشار في محيط تحصيناتها في 27 / 11 / 1831م، و انتهاء باقتحامها في 27 / 5 / 1832م، و ما أسفرت عنه من خسائر مادية و بشرية، و خصص السادس لعرض أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، و ذلك بالاعتماد على مجموعة متنوعة من المصادر و المراجع، و في مقدمتها الوثائق المصرية المنشورة، و سجلات المحاكم الشرعية، و تقارير القناصل، و مذكرات شهود العيان، و المسوحات و الجولات الميدانية.