الوليد بن عقبة و شعره السياسي

الملخص AR

يتناول هذا البحث سياسيا بارزا في صدر الإسلام، و شاعرا ترك لنا ثروة شعرية، تتمحور أساسا حول قتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، و هو الوليد بن عقبة بن أبي معيط، و ذلك لتحقيق فهم أفضل، أولا، لمكانته السياسية، و ثانيا، لنتاجه الشعري، و بالنتيجة، لتعميق إحساسنا بالحقيقة التاريخية آنذاك، و توسيع إدراكنا لأهمية الشعر في إزالة ما يمكن أن يكون قد أصاب هذه الحقيقة من تشويه على يد الرواة.

و على هذا الأساس، ينقسم البحث قسمين اثنين، أحدهما مخصص لمناقشة الملف الإداري للوليد بن عقبة، و الثاني لدراسة نتاجه الشعري.

و في القسم الأول جرت مناقشة مسألتين اثنتين، دار حولهما ما وصل إلينا من سيرة الشاعر : الأولى ادعاء المفسرين بأنه هو "الفاسق" المذكور في سورة "الحجرات" في قوله تعالى : "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"، و الثانية الشهادة عليه بشرب الخمر من قبل رجال من أهل الكوفة حيث كان واليا في خلافة عثمان.

أما الشم الثاني من البحث فقد تناول حادثة مقتل الخليفة عثمان كما ظهرت في شعر الوليد بن عقبة، و حاول أن يتعرف إلى وجهة النظر الأموية بهذا الشأن، في مقابل ما يهيمن على الرواية التاريخية من اتجاهات تمثل وجهات نظر تبناها أعداء الأمويين، و كان للخلاف المذهبي أثر فيها.