تأويل رورتي لمفهوم الحقيقة الموضوعية : وصاية من نوع جديد

الملخص AR

يتناول هذا البحث تأويل "رورتي" لمفهوم الحقيقة الموضوعية و المفاهيم المرتبطة به ؛ و نعني، مفهوم "الماهية" بوصفه يحيل إلى الخصائص الجوهرية المقومة للشيء ؛ و مفهوم "التمثيل" بوصفه يحيل إلى علاقة التطابق بين الذهن و الواقع ؛ و مفهوم "الموضوعية" بوصفه يحيل إلى استقلال الموضوع عن الذهن ؛ و مفهوم "العقلانية" بوصفه ينظر إلى العقل على أنه الأداة الوحيدة القادرة على الوصول إلى المعرفة، فضلا عن مناقشة النتائج المترتبة على هذه المفاهيم، و التي دفعت ب "رورتي" إلى نبذها جملة و تفصيلا.

ثم يناقش البحث هذا التأويل الذي انتهى إلى فرض الثقافة الليبرالية سلطتها على الثقافات الأخرى.

و لكن "رورتي" لم يكتب برفض هذه المفاهيم، و إنما قدم لها تأويلا ابتعد بها عن معانيها التقليدية.

و وفقا لهذا التأويل، فهو يشترك مع الفلسفات الوجودية و التفكيكية في تأييد النزعة اللاماهوية التي تنفي أن يكون لأي شيء ماهية ثابتة ؛ و يتخذ موقفا عمليا نفعيا في تأييده للنزعة اللاتمثيلية ؛ و يؤول الموضوعية بأنها "الاتفاق اللاقسري" بين أعضاء جماعة البحث العلمي ؛ و العقلانية بأنها الانفتاح العقلي و الحوار مع الآخر. و من الجدير ذكره، أن "رورتي" رفض الدور الاستثنائي الذي ينسبه العلماء لأنفسهم ؛ و استنكر أن يفضي نجاح العلم إلى تحول المشتغلين به إلى كهنة من نوع جديد ؛ أو إلى مخلصين أو وسطاء يربطون البشر بما هو فوق بشري ؛ أو ينزعون الطابع المعرفي عن بعض الميادين لتسويغ استبعادهم لها.

و في المقابل، أراد "رورتي" من تأوله من تلك المفاهيم إعطاءها معنى يمكن الذات البشرية من الاعتماد على نفسها.

و يحاول البحث أن يكشف عن الدور الاستثنائي ذاته الذي نسبه "رورتي" للثقافة الليبرالية الديمقراطية، و يخلص البحث إلى أن تأويل رورتي لهذه المفاهيم قد أفضى إلى شكل آخر من النزعة الاستبعادية تجلت في مفهوم المركزية العرقية، بصرة خاصة، أو شكل آخر من الوصاية.