نسق القيم الإنسانية في الفراغات العمرانية للمدينة العربية الإسلامية

الملخص AR

تستهدف هذه الورقة تحديد ملامح الارتباط المباشر بين الإنسان و المكان من خلال بحث إمكانات تسجيل جوانب الإدراك الإنساني للفراغ العمراني و تنظيم عناصره، في ضوء ثبات (أو تغير) القيم الإنسانية (بين الماضي و الحاضر).

و محاولة رصد انعكاسات ذلك كله في النتاج البنائي العمراني.

تركز هذه الورقة على التسجيل الموضوعي المباشر لجوانب المقارنة بين ما كانت عليه الفراغات العمرانية في الماضي و الأسباب التي دعت أن تكون عليه في الحاضر.

و يكن تركيز المساهمة الأولية لهذا العمل في الرصد النوعي (الكيفي) للعلاقة بين تغير القيم الإنسانية الموجهة لسلوك الإنسان و التي تمده بقدرة خاصة لفهم الأشياء و تفسيرها وفقا لحالته القيمية و وعيه القيمي و بين إدراكه للتغير التابع لها في النتاجات البنائية العمرانية.

و من ثم يمكن تركيز الإضافة هنا في صياغة جوانب إبراز الدور الفاعل لعناصر مجالي عمارة البيئة و التصميم العمراني في التأثير على الارتقاء بفاعلية الأداء العمراني للفراغات البيئية و العامة، و تحديد بعض أسس تنميتها و الحفاظ عليها في المدن الجديدة و القائمة المعاصرة.

تتضمن هذه الورقة الإشارة إلى مجموعة من الأهداف تبدأ برصد و بيان أنواع الفراغات العمرانية التي تتناولها الدراسة-على ضوء التعرف على الأحداث و النشاطات التي تمارس خلالها و ترجمتها لبيانها في المردودات البنائية المرئية وفقا لاعتبارات قيمية إنسانية شائعة.

و هو الأمر الذي يتطلب بحث العوامل المؤثرة على نوعية الفراغات و معايير تحديد هذه النوعيات و شرح المحددات العمرانية المؤثرة على الإحساس بالفراغ العمراني، و الكيفية التي يمكن للإنسان أن يدرك بها الفراغ و يتفاعل معه.

تنتقل الدراسة بعد ذلك لبيان ملامح كل ذلك في المدينة العربية (التقليدية و المعاصرة) من خلال مراجعة مدققة للأدبيات النظرية في مستوى و المشاهدات الميدانية الأولية في مستوى آخر.

كل ذلك بقصد تتبع التأثير القيمي على النتاج البنائي في مرحلة ما بعد الإنشاء و أيضا الإشغال.

اختارت هذه الدراسة المدينة العربية باعتبارها مثالا متميزا للمدن التقليدية (بين المدينة القديمة و المعاصرة) على تغير ملامح النتاجات البناية العمرانية على ضوء تغير بناء الفراغ من جهة، و كنتيجة لتغير التوجهات الإنسانية من جهة ثانية، و وفقا لتباين الأطر الفكرية و الحضارية لمجتمعات هذه المدن من جهة ثالثة.

سوف تجعل هذه الدراسة من المدن العربية في الملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية مجالا للدراسة التحليلية.

و في نهاية الأمر تخلص هذه الدراسة إلى بيان كيفية و مراحل صياغة ملامح مدخل عمراني-إنساني يمكن من إدراك الفراغات العمرانية باعتبارها منظما للأداء التصميمي العمراني البيئي في ضوء مراعاة اشتراطات مناهج التنمية و المحافظة.