التخطيط الإداري الإسلامي في العهد النبوي المدني

الملخص AR

إن الإدارة الإسلامية أسلوب للحياة تستمد منهجها من مصادر الشريعة الإسلامية الأساسية و الفرعية.

ولكي تكون منهجا للتطبيق لابد من توافر البيئة الإسلامية التي تعمل في داخلها و القيادة الإسلامية التي تديرها و الهدف الشرعي الذي تسعى إلى تحقيقه.

و لهذا فقد حرص الباحث في هذه الدراسة على مناقشة التخطيط كأحد الجوانب الإدارية وفق السنة النبوية المطهرة العملية لإدارة الدولة الإسلامية الناشئة في المجتمع المدني باعتبارها الأصل الثاني من مصادر الشريعة الإسلامية، و ذلك لتحقيق الأهداف التالية : 1/ إبراز دور العقيدة الإسلامية كمنهج تربوي للنفس البشرية في التخطيط الإداري ليحل محل المنهج العلماني الغربي.

2/ التعرف على معالم و ملامح المجتمع المثالي الذي أقامه الرسول صلى الله عليه و سلم في المدينة المنورة و التي لم تعرف الدنيا كلها مثله.

3/ نشر الوعي الإسلامي عن التخطيط كأحد الوظائف الإدارية و ذلك للاستفادة من سياسة النبي صلى الله عليه و سلم في قيام دولة معاصرة على أساس إسلامي.

4/ تأصيل سمو الفكر الإداري الإسلامي على الفكر الإداري الوضعي و ذلك لإعادة بناء ثقة المسلمين في تراثهم الإسلامي فكرا و ممارسة.

5/ المساهمة في إضافة معلومات مهمة عن التخطيط الإداري الإسلامي من أجل تكوين مادة علمية متكاملة مستقلة في مكتبة الإدارة الإسلامية.

و قد بينت الدراسة أن التخطيط الإداري في الإسلام يعني عملية استفراغ الوسع من قبل الفرد أو الجماعة في الأخذ بالأسباب الشرعية و الاستفادة من دروس الماضي و الحاضر لوضع التدابير اللازمة لمواجهة المستقبل مع التوكل على الله يما قد من نتائج لتحقيق أهداف تتفق أو لا تتعارض مع مقاصد الشريعة الإسلامية و هي : 1/ حفظ الدين 2/ حفظ النفس 3/ حفظ العقل 4/ حفظ النسل 5/ حفظ المال.

إذا فالتخطيط الإداري في الإسلام يعتبر وسيلة لا غاية في حد ذاته و ذا طابع تعبدي يسعى إلى تحقيق مضامين استخلاف الإنسان في هذه الحياة الدنيا امتثالا لقول الله تعالى : ((و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون)) [الذاريات : 56].

كما بينت الدراسة أن إدارة الدولة الإسلامية الناشئة في العهد النبوي المدني لم تكن تتبع الأساليب العشوائية و إنما كانت تتم بأسلوب علمي تضمن مقومات التخطيط الإداري الناجح (أهداف، سياسات، وسائل، تقييم).