المكتبة الرقمية العربية : الأسس النظرية و الفلسفية

المؤلف

زايدي، حسنية

المصدر

أعمال المؤتمر الحادي و العشرون للاتحاد العربي للمكتبات و المعلومات (اعلم) : : المكتبة العربية الرقمية عربي @ نا : الضرورة، الفرص و التحديات، بيروت (لبنان) 8-6 أكتوبر 2010.

الناشر

الاتحاد العربي للمكتبات و المعلومات

تاريخ النشر

2010-10-31

دولة النشر

تونس

عدد الصفحات

25

التخصصات الرئيسية

علم المكتبات والمعلومات

الموضوعات

الملخص العربي

إن المجتمع أصبح ينظر إلى المكتبات و مراكز المعلومات على أنها مؤسسات تثقيفية هامة لها وظيفتها المبدئية في دعم الثقافة التي تحتويها، بالإضافة إلى المعرفة المتراكمة في كل حقل من حقول المعرفة البشرية من القيم، و المعتقدات و المفاهيم و المعايير التي توارثها جيل عن جيل، و هي بذلك تدعم الروابط الاجتماعية داخل المجتمع الواحد من خلال ما تقدمه من أنشطة ثقافية متنوعة.

إن تقنية الإعلام و الاتصال و المعلومات الحديثة بدأت بتغيير حياة المجتمعات المعاصرة تغييرا جذريا في جميع مجالات الحياة الاجتماعية و الاقتصادية، و العلمية، و السياسية، و العسكرية و غيرها كما بدأت هذه التقنية بخلق مفاهيم جديدة مثل العولمة، و اقتصاد السوق، و المنافسة و تعرض كل يوم تجهيزات أكثر تطورا، و ذات قدرات هائلة في معالجة المعلومات، و تخزينها، و نقلها بسرعة فائقة عبر العالم.

هذه المفاهيم الجديدة التي بدأت تزيح مفهوم المكتبة التقليدي و هو ما سنحاول توضيحه من خلال هذه المداخلة محاولين التطرق إلى مفهوم المكتبة الجديد الذي يعبر عنه باسم "المكتبة الرقمية".

إن الحديث عن المكتبة الرقمية في وطننا العربي دونه الكثير من المعوقات، و لا سيما إذا لاحظنا أن المكتبات التقليدية ما زالت هي الشائعة كما أن معظمها يفتقر إلى الميكنة، و بعضها يعتمد على التوثيق الورقي لمحتوياتها.

فمهمة الانتقال من العصر اليدوي إلى العصر الرقمي ما زالت في بدايتها، و هي محط اهتمام الباحثين في هذا المجال في وطننا العربي في محاولة تقليص أو حل بعض مشكلاتها، و لا سيما التمويل، فلقد أفادت هذه المكتبات من التطور التقني بنسبة متفاوتة بحيث أصبح لبعضها أنظمة إدارة متكاملة في حين اكتفى بعضها الآخر بالفهرسة على الحاسب الآلي، و بقي بعضها يستخدم نظام البطاقات القديم في التوثيق في حين تسعى مجموعة منها إلى أن تكون رقمية، و هي مجموعة محدودة جدا في الدول العربية.

إن انتقال المكتبات من العصر الآلي أو العصر الورقي إلى العصر الرقمي سيواجه تحديات كبرى لم يتم حتى الآن تخطيها أو معالجتها مما سينعكس سلبا على البحث العلمي الذي تشكل المكتبات عماده عموما.

فإذا كانت المكتبات قد أفادت بشكل عام من التطور التقني الذي شهده العالم على مر السنوات الخمسين الماضية فإن صعوبة الانتقال إلى العصر الرقمي في الدول العربية تكمن في غياب البنية التحتية المطلوبة من أجهزة الحاسوب، و برمجيات داخل المكتبة بالإضافة إلى ضعف التمويل، و البنية التحتية للاتصال بشكل عام في غالبية الدول العربية التي ما زالت تعتمد نظام الاتصال بالإنترنت عبر الهاتف، كما أننا لم نصل إلى مرحلة الإنتاج، و ما زلنا مستهلكين للمعلومة، و لكل ما له علاقة بتقنيات المعلومات بالإضافة إلى الإمكانيات شبه المحدودة للقوى العاملة في المكتبات، و مراكز المعلومات.

و لا شك أن المكتبات الرقمية تحتل اليوم أكثر المناطق نشاطا على جبهة البحث في مجال المكتبات، و علم المعلومات و يعود ذلك إلى أسباب عديدة لعل أهمها هو الأهمية المتزايدة للمعلومات الرقمية في جميع مجالات النشاط البشري، و حرص مختلف المؤسسات المعاصرة على اقتناء المعلومات و تداولها في صورة رقمية و لمختلف الأغراض الحياتية.

و يرى بعض الدارسين أن المكتبات الرقمية سوف تحدث تغييرات جذرية في أساليب العمل و النشاط العلمي لدى الباحثين في مختلف مجالات المعرفة البشرية، بالرغم من أننا لا نعرف حتى الآن ماهية هذه الأساليب الجديدة.

كما يرى آخرون أنه من المأمول أن تؤدي الأساليب الحديثة لاستكشاف المعرفة knowledge discovery، و الذي يعتمد على إنتاج المعرفة في جميع مراتبها و الاستخراج الآلي للمعرفة في جميع مستوياتها، إلى نقل المكتبة الرقمية من كونها مؤسسة للبيانات و المعلومات إلى مؤسسة للمعرفة، و إلى أن تصبح المكتبة الرقمية في القريب العاجل مصدرا معرفيا لكل من التعليم و التدريب و التعاون الدولي، كما أننا سوف نشعر بتأثيراتها هذه في كل جوانب النشاط الإنساني ؛ من الأعمال الصناعية إلى الإجراءات الحكومية، و من التربية و التعليم إلى البحث و التطوير.

لقد كان للانفجار الإلكتروني في ميدان المعلومات و الاتصال الأثر الكبير على كل نواحي حياة الإنسان، و لم يكن ميدان المكتبات و التوثيق بمعزل عن هذه التحولات، حيث أخذ النصيب الأوفر، أما على مستوى المفاهيم أو على مستوى الممارسات، و يظهر هذا التأثير جليا على المستويات التنظيمية، نتيجة تغير وسائل و طرق اختزان و استرجاع المعلومات كما و نوعا و تحول في شكل المعلومة و طبيعتها مما فرض على المكتبات، و سائر المؤسسات الوثائقية واقعا جديدا قلب كل الأسس و المعايير التي سادت و لفترة زمنية طويلة رأسا على عقب، و كان تهديده حتى على الوظيفة الرئيسة التي من أجلها وجدت كوسيط بين المعلومة و المستخدم، إذ أصبح الباحث عن المعلومة لا يكلف نفسه عناء التنقل و البحث، حيث تأتيه المعلومة و هو في منزله، و دونما حاجة إلى وسيط.

و كنتيجة للوضع الجديد و لتبرير أحقية وجودها، و فرض نفسها على الواقع، أخذ الاهتمام بالتفكير بالمكانة و الوظيفة التي تستند إلى هذه المؤسسات، و الدور الذي ستلعبه في محيط طوت فيه أبعاد الزمان، و الممكن إلى الأبد، و أخذت إمبراطورية الكتاب المطبوع تتهاوى أمام الازدياد المذهل لأشكال الكتاب على شكله الإلكتروني، و بوسائط سيصعب عدها في المستقبل القريب.

و كما بالأمس القريب عندما استطاعت أن تتكيف، و تستفيد في كل مرة من الوثبات التقنية ذلك أن العلاقة التي تحكمها بالتقنيات هي علاقة وظيفية تستنجد بها لأداء رسالتها، و لم تكن في يوم من الأيام عقبة تحول دون أداء وظيفتها في هذه المرة كذلك عرفت كيف توظف التقنيات الحديثة، و تستثمرها لصالحها فتحولت إلى أشكال لا تحدها جدران، و لا تحكمها أبعاد حتمية لاستيعابها التقنيات الحديثة للمعلومات و الاتصال، و لكن هذا التحول الكبير لم يكن ليمر دون أن يترك آثارا مباشرة، و غير مباشرة سواء على مؤسسة المكتبة في حد ذاتها، أو على المحيط العام الذي تتواجد فيه و يظهر هذا جليا في الأشكال المختلفة التي تتخذها المكتبات تماشيا مع الواقع الجديد المتسم باللامادية.

نوع البيانات

أوراق مؤتمرات

رقم السجل

BIM-374805

نمط استشهاد جمعية علماء النفس الأمريكية (APA)

زايدي، حسنية. 2010-10-31. المكتبة الرقمية العربية : الأسس النظرية و الفلسفية. . ، ص ص. 193-217.الرياض، السعودية : الاتحاد العربي للمكتبات و المعلومات،.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-374805

نمط استشهاد الجمعية الأمريكية للغات الحديثة (MLA)

زايدي، حسنية. المكتبة الرقمية العربية : الأسس النظرية و الفلسفية. . الرياض، السعودية : الاتحاد العربي للمكتبات و المعلومات،. 2010-10-31.
https://search.emarefa.net/detail/BIM-374805

نمط استشهاد الجمعية الطبية الأمريكية (AMA)

زايدي، حسنية. المكتبة الرقمية العربية : الأسس النظرية و الفلسفية. .
https://search.emarefa.net/detail/BIM-374805