ضمير التثنية في التعبير القرآني بين فلسفة اللغة و حدود التأويل

الملخص AR

يقارب هذا البحث واحدا من الموضوعات التي تعكس سمو الأسلوب القرآني في أعظم صوره و أرقى تجلياته ذلكم هو "ضمير التثنية في التعبير القرآني".

و هو ضمير يقع في التنزيل العزيز ضمن أبعاد ثلاثة : الأول تكون فيه مطابقة بين ضمير التثنية و ما يحيل إليه.

أما الثاني فيتجلى فيه عدول على مستوى الأفراد و التثنية و الجمع في نسق العبارة التي تشتمل على ضمير التثنية لفظا أو تأويلا.

و أما الثالث فتبدو فيه إحالة ضمير التثنية متعددة و مختلفا في تأويلها.

و يسعى البحث إلى دراسة هذه الأبعاد في هدي عدد من الآيات القرآنية التي اشتملت على ضمير التثنية ؛ و ذلك للوقوف على حدود التأويل في هذه الآيات وفق ما تقتضيه فلسفة اللغة و ما تتيحه من طاقات تعبيرية و فضاءات دلالية مع قدر من التركيز على البعدين : الثاني و الثالث.

أما البعد الأول فيجري عرضه على نحو موجز؛ ذلك أن إحالة ضمير التثنية فيه مباشرة و لا تقتضي التأويل.

و سوف يتبين لنا عند الانتهاء من قراءة هذا البحث أن ضمير التثنية في التعبير القرآني يعد موردا غنيا من موارد الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم و هو يعكس الفلسفة المتفردة للعربية ؛ تلك الفلسفة التي تجيز التعبير عن الواحد بلفظ الاثنين و عن الاثنين بلفظ الواحد كما تجيز التعبير عن الجمع بلفظ الاثنين و عن الاثنين بلفظ الجمع.

و البحث في مرده كأنه باب من فلسفة اللغة يحاول أن يبلغ القول في بعض محاسنها و جمالياتها و أن يستجلي بعض ما تشعه في ذلك البيان الخالد-القرآن الكريم-من قيم و أسرار.