دلالة البنية الصوتية لألفاظ الكفر في القرآن الكريم

الملخص AR

انفرد القران الكريم بأسلوبه الجامع لا فانين القول و نظمه البديع، و خصوصية مفرداته التي انماز بها فجعلته خطابا مفارقا للخطابات السماوية التي سبقته فضلا عن الخطاب البشري نفسه، سواء بمستوى نظمه أو بعمق معانيه التي تخطت حدود الحاضر لآفاق المستقبل، و بذا انفتح النص القرآني على العلوم كلها بعدان وجدت به منجما معرفيا يستوعب الكل ويعطي الجميع، و تعد الدراسة اللغوية واحدة من تلك الحقول المعرفية التي حاولت أن تحلل مكوناته و سماته في التناول، و قد تفرعت هي أيضا إلى عدة اتجاهات استجابة لموسوعية النص و تناغما مع مدلولاته ابتداء من دراسة الصوت إلى مستوى المفردة وصولا إلى نطاق الجملة.

فالدراسة الصوتية إذن تعد نقطة الانطلاق لرصد الدلالة و كان الاختيار لمفردة "الكفر" و اشتقاقاتها و مجالها اللغوي للمساحة الواسعة التي شغلتها في القران الكريم حيث بلغ مجموع تكرارها خمسمائة و خمس و عشرين مرة موزعة في ثمانين سورة مؤلفة مجالا دلاليا واسعا و قد وجد البحث إن مخارج أصوات مادة "الكفر" و صفاتها مناسبة لمعناها لما فيها من الشدة و الرخاوة و الاحتكاك و التكرير.