سيكولوجية المشاركة السياسية لمواطني محافظة بغداد

الملخص AR

اتسعت الدراسات النفسية بشكل كبير، و لكن الباحثين تجاوزوا موضوعات غاية في الأهمية كموضوع المشاركة السياسية، و انحسر هاجسهم البحثي في مراجعة الأدبيات في محاولة للتثبت من نتائجها، أو لتطبيقها على البيئة المحلية، و هي ثقافات تختلف عن ثقافتنا بقيمها، و معاييرها، و اتجاهاتها مما يجعل الأخذ بنتائج تلك البحوث أمرا عسيرا.

و رغم اتساع حركة البحث إلا أن النقد ما زال قائما و خصوصا في مجال علم النفس السياسي، و ربما تناوله بعض الباحثين نظريا، و ابتعد عنه تطبيقيا، على أن الدراسة الحالية محاولة جادة لوضع أساس لدراسات تطبيقية يحتاجها المجتمع العراقي خصوصا و أننا نمارس المشاركة السياسية كل أربع سنوات، و حتى في أقسامنا الدراسية في الكلية، أو الجامعة، و ربما نمارسه مع ذوينا، و المقربين منا.

و لعل من أبرز الموضوعات التي نجد ندرة في خوض غمارها في المجال النفسي، هي الموضوعات المرتبطة بقياس الرأي العام كالانتخابات.

مع أن ذلك يترابط بقيادة الناس و كيفية تفكيرهم عند الإقدام على اختيار من يمثلهم في أي عملية انتخابية.

و جرت محاولات سابقة في مصر قام بها فؤاد ذياب 1970 م لمعرفة حق المرأة في الانتخاب، و الترشح، و أسباب إحجامها عن المشاركة في الانتخابات.

و ما قامت به نعمات فؤاد 1970 م لدراسة شخصية الفتاة المصرية.

و يفتح البحث الحالي بابا في وجه الباحثين بسبب المشكلات التي تواجه الباحث عند تطبيق هكذا موضوع.

و لعل أهميته في أنه يلقي الضوء حول اتجاه غالبية الناس لانتخاب مرشح دون غيره، أو تفضيله مكونا سياسيا على غيره من المكونات، بل تكمن أهميته بالنسبة للأحزاب السياسية نفسها و أي قطاعات المجتمع تتجه بحملاتها، و من تعتقد أنه سيصوت لها.

و تترابط مثل هكذا قضايا بصراع الأحجام، و الأقدام نحو برنامج انتخابي لحزب سياسي دون غيره، و مدى ارتباطه بحاجات الناس، و أساليب الدعاية، و التأثير في الناخب، و ما تحاول أن توصله لأذهان الناس و تجعلهم يتقبلون المضمون الذي تروج له.