التوظيف الدلالي في سياقات المجادلة القرآنية

الملخص AR

إن المجادلة القرآنية شغلت مساحة واسعة من القرآن مما دعاني إلى دراستها و الوقوف على أساليب خطاباتها، و كذلك أن الموضوع بكـر لم يطرقــه-حسب علمي و استشارة أساتذتي-بهذا الأسلوب-أحد من الباحثين.

و قد تمثل منهجي في البحث باستقصاء الآيات التي تخص الموضوع و توزيعها وفق ما ترمي إليه من غاية، ثم أعمد إلى تحليل ذلك حسب الخطوات العلمية من الألفاظ التي تحتاج إلى بيـان من الوجوه و النظائر و التكرار والالتفات و الفاصلة.

أثبت البحث أن الجدل هو أشبه بصراع فكري يستند إلى العقـل قائم على أساس الحقيقــة الواضحة لدى صاحبها فمنهم من يجادل بالحق، ما يجعل القضية تنمو في فضاء الرسالة الربانية، و منهم من يجادل بالباطل مدفوعا برغبات النفس و شهواتها، و كما أثبت أيضا أن المجادلة لا تختلف عن الحجاج ظاهريا، ففيها اختـلاف في الدعوى و إظهار للحجة، فـي حين أن الجدل محاولة المجادل تغيير العقيدة أو الفكر أو غيرهما، سـواء أظهر حجة أم لم يظهرها، فضلا عـن أن الحجاج لا يكون إلا بين طرفين بينهما خلاف في حين أن الجدل قد يحدث حتى بين طرفين متفقين.

و كما أثبت أيضا أن مراعاة الوظيفة الدلالية لكل كلمة داخل الجملة مـع مراعاة سياقاتها لها أهميتها البالغة في تحديد المعنى، و يتبين أن المجادلة القرآنية تموج بخصائص متعددة و وظائف متنوعة حتى تشع بالحياة مع ما فيها من ديمومة و استمرار في تصوير الأحداث و بلوغ الهدف، فهي مصورة و ناطقة و ملهمـة حتى تكون قاعدة الانطلاق في أسلوب الحوار، و أثبت البحث أن للفاصلة القرآنية دلالتين مرتبطتين بها هما : الدلالة الصوتية و الدلالة المعنوية و أكد أن الدلالة المعنوية هي الأصل في التعبير القرآني، و يأتي الأداء الموسيقي والإيقاعي متمما لها.