حركة التجريب و إشكالية التوطين للنظرية في النقد الأدبي العربي المعاصر

الملخص AR

يأتي الحديث عن المشهد النقدي العربي اليوم محملا بإشكاليات كثيرة ليس أولها طرح مسألة المثاقفة و الخوض في تفسيراتها و انعكاستها على المثقف العربي بل خلط الرؤى فيخرج من حقيقة التحاور و التلاقح الفكري و الحضاري إلى محرقة التبعية و الاستلاب و طمس الهوية.

و الحديث عن هوية عربية غاربة لم يشفع لها تراثها الثر الكبير الذي متى ما وضع بإزاء النتاج الأدبي و الفكري الغربي حديث كانت له الأسبقية في كشوف ما يستقر اليوم بين أيدينا من نظريات أدبية كبيرة و كثيرة خاصة بتحليل النصوص الأدبية و توصيفها شعرا و نثرا و طرائق تحليلها و الكشف عن جماليات أبنيتها، و هذا معناه الدفع بمبدأ المثاقفة إلى الأمام لنحوله إلى دائرة تعشيق فكري بناء بين الحضارة العربية و ما أنتجه الغرب منذ عصور الإغريق صعودا إلى عصرنا اليوم.

يتحرك بحثنا من هذه الإشكاليات المجموعة ليناقش مسألتين أولاهما دور المنظر و المفكر العربي / الناقد في اسيعاب النظريات النقدية المعاصرة بشقيها الحداثية و ما بعد الحداثية أو لنقرأ دوره في فورة التيار العالمي الجديد الذي أخذ يبتلع الفكر الثقافي للآخر و يطالبنا بالتأمين على جهوده فحسب، و الأمر الآخر ماثل في أننا إذا أخذنا بمجاراة النظريات النقدية العالمية و أفدنا منها لغاية أن تعيننا على إنتاج النظرية العربية النقدية المنتظرة منذ خمسينيات القرن الماضي.

فهل سنظفر فعلا بما نطمح إليه و نعمل لأجله منذ سنين.

و يمضي بحثنا ليربط الأجزاء الخاصة ببعض عبر تحليله لدور الناقد العربي في التعامل مع المصطلح النقدي بأنواعه و حسب انتماءاته لنظرية النقد في الحداثة و ما بعد الحداثة، و بحثنا يقرأ ليحلل الإتجاهين الفكر النقدي في نظريات الحداثة و من ثم نظريات ما بعد الحداثة معا، ذلك أننا نؤمن أن الفصل بين الإثنين غير منطقي تماما.