نظرية الترتيب الوجوبي لأقوال المجتهدين

الملخص AR

فلسفة هذه النظرية قائمة على آية الشورى التي قرأناها مسبقا، فالله ( عز و جل ) أوصى أنبياءه و رسله بضرورة إقامة الدين و عدم التفرق فيه، فإن كانت وصية الله هذه لأنبيائه، فهي مؤكدة في أوليائه من العلماء و المجتهدين في شريعة محمد ( ص ).

فكما أن الأنبياء أخوة و أمهاتهم شتى، فكذلك أقوال المجتهدين من أمة محمد ( ص ) هي أيضا يجب أن تكون متآخية، و بغض النظر عن الأم التي اجتهدت فلا يمكن إثبات هذه الحقيقة القرآنية إلا من خلال بث الروح في هذه النظرية نظرية الترتيب الوجوبي لأقوال المجتهدين.

هذه النظرية من شأنها أن ترفع حالة الخصام و الفصام النكد التي اجتاحت و تجتاح المسلمين في عصور التخلف و الجهل التي مرت بهم، و الخصام مرشح للتكرار كلما عرضت و عادت حالة الجهل بشريعة رب الأرباب، و ما دام حال التخلف يرزح تحته المسلمون و لم يتخلصوا منه كان لزاما على جميع الأمة أن تساهم في إزالته من خلال تبصرة الناس بشريعة الله.

لا نرى أهمية ضرورية كأهمية طرح هذه النظرية لتحقيق ما نعتقد به، فكلنا يتذكر قراءته لتاريخ المقلدين مع آراء مجتهديهم، كيف أن يصل الحال أن المقلد الشافعي لا يزوج حنفيا أو المقلد المالكي لا يصلي خلف حنبلي أو مقلدا زيديا لا يمشي خلف جنازة ظاهري.

فلمثل هذه الحالة أصبح علينا لزاما كواجب وقت أن ننور الأمة بضرورة إيجاد مشاريع وحدوية تخدم حالها، و تساعدها في تحقيق التطور و النمو إرضاء لرب الأرباب و نبيه ( ص ) في قوله " من استوى يوماه فهو مغبون".