آيات إقصاء الآخر في القرآن الكريم : دراسة موضوعية

الملخص AR

يتداول الخطاب العالمي موضوع الآخر بصفته أحد مداخل السلام الاجتماعي، و من أهم الأسباب التعايش الفكري و العقدي، بل هو من صلب الإيمان بالحرية من حيث كونه جوهر الوجود الإنساني فهي قضية مصيرية تتماشى مع ضرورة الإنسان.

( الآخر ) تحول إلى إشكالية معقدة ليس على مستوى قبولها من حيث المبدأ، بل لأنها تثار في ظروف قاسية تمر بها المجتمعات، و لا سيما المجتمع العربي الإسلامي، و هناك قضية اتصالا جوهريا بموضوع الآخر، لا يمكن اغفالها بأي حال من الأحوال، هي حالات نفي و إقصاء الآخر، فقد فرز التاريخ القمعي حالات و صيغ متنوعة لممارسة إقصاء الآخر? يجب تسليط الأضواء عليها و لو إجمالا، و بطبيعة الحال لا يمكن الإحاطة بجميع هذه الصيغ، لأنها تخضع للتطورات الاجتماعية و الفكرية و الروحية للمجتمعات، كما ان ذلك يعتمد إلى حد كبير على اجتهادات القامعين، من مخططين و منفذين، و يعتمد على مستواهم الثقافي، و تربيتهم الاجتماعية، و كيفية تعاملهم مع الفكر و الثقافة.

و في هذا البحث أحاول دراسة بعض هذه الصيغ، و ذلك بالرجوع للقرآن الكريم، و الكشف عن طبيعة هذه الصيغ و خصائصها، و قد وجدت عند دراسة آيات القرآن الكريم أن هناك و سائل مباشرة في ممارسة إقصاء الآخر، كالقتل و السجن، و النفي و الإخراج من الوطن، و هناك آليات و ممارسات غير مباشرة لا تكشف عن إقصاء صريح و تأخذ صورا متعددة، مثل كتمان الفكر المخالف، و التشنيع على صاحب الفكر الآخر، و الصد عن فكره و دعوته.