تأثير التكنولوجيا الرقمية على كفاءة و أداء الأسرة : تحليل سوسيولجي لتأثيرات استخدام الإنترنت

الملخص AR

يتمثل الهدف الرئيسي للدراسة في الكشف عن تأثير استخدام المنتجات الرقمية و خاصة الانترنت في العلاقات الاجتماعية بصورة عامة، و العلاقات الأسرية بخاصة، هذا فضلا عن مدى تأثيراتها على أدوار الأسرة و وظائفها في عملية التنشئة الاجتماعية، و ذلك من خلال رؤية تحليلية لبعض الدراسات و البحوث التي تناولت الظاهرة على المستويين العالمي و المحلي من ناحية، و قراءة سوسيولوجية لمعطيات الواقع الاجتماعي الراهن من ناحية أخرى، و ذلك بهدف التعرف على التأثيرات الإيجابية و السلبية في محاولة لوضع تصور مستقبلي حول الظاهرة في ظل المتغيرات الراهنة و المستقبلية.

فإن الأسلوب الوصفي التحليلي يعد أسلوبا منهجيا مناسبا لتحقيق أهداف الدراسة، وذلك من خلال تبني رؤية تحليلية لبعض الدراسات و البحوث المتاحة و التي اهتمت بالكشف عن التأثيرات المختلفة للثورة الرقمية على المستوى العالمي، و من ثم محاولة صياغة رؤية لكيفية التفاعل مع تلك التقنيات بحيث نقلل من تأثيراتها السلبية، و خاصة على الصعيد الاجتماعي و الأسري على وجه التحديد.

و قد توصل الباحث من خلال تحليل نماذج الدراسات التي عرضها و التي تناولت التأثيرات الاجتماعية المختلفة للإنترنت إلى ثمة مجموعة من الإيجابيات تحققها الأنترنت بالنسبة لمستخدميها منها : 1-أن استخدام الأنترنت يعمق الشعور باحترام الذات لدى المستخدمين ( البريد الالكتروني) .2-أن هناك تطورا ايجابيا من خلال تكوين صداقات و الاندماج الاجتماعي عبر الشبكة، و أن الكثيرين من المستخدمين قد استفادوا من الانترنت في حياتهم اليومية بطريقة أو بأخرى و خاصة المراهقين الذين يستغلونها في إقامة علاقات واسعة.3-إن الرقمية بشكل عام، و الإنترنت بخاصة قد أدت إلى تغيرات عديدة في البنى الاجتماعية التقليدية مع تخطيها للحواجز الجغرافية و العمرية.

غير أن الواقع يشير إلى أن ثمة سلبيات كثيرة على الصعيدين الاجتماعي و الثقافي نتيجة لاستخدام تطبيقات الثورة الرقمية، و خاصة الأنترنت منها : العزلة الاجتماعية و تفسخ العلاقات الأسرية و الاجتماعية التقليدية، حيث تسود روح الفردية، فضلا عن انعدام التفاعل و التواصل بين أفراد الأسرة، مما يزيد من حدة الفجوة بين أفراد الأسرة، أو ما يسمى بصراع الأجيال، و ذلك نتيجة لعدم وجود لغة مشتركة بين الآباء و الأبناء.