جدوى التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية

الملخص AR

عرفت معظم دول العالم تكتلات اقتصادية كثيرة، و حققت بعضها نتائج جيدة لكثير من الدول المشاركة فيها، مما جعل بعض المفكرين و العلماء و المصلحين المسلمين يدعون إلى إقامة تعاون و تكامل اقتصادي، أو سوق مشتركة للدول الإسلامية.

فظهرت في العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين و بداية القرن الحادي و العشرين دراسات اقتصادية كثيرة تدعو إلى التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية، كما تم عقد عدة اتفاقيات و محاولات إقامة تكتلات اقتصادية جهوية لعدد من البلدان الإسلامية مثل : الوحدة الاقتصادية العربية، و اتحاد المغرب العربي، و مجلس التعاون الخليجي و غيرها، و لكن بدون تحقيق النتائج المرجوة. الأسئلة التي تطرح نفسها في هذه الدراسة : ما مدى إمكانية التكامل الاقتصادي للدول الإسلامية في الوقت الراهن؟ و ما هي الفوائد أو المصالح الاقتصادية التي يمكن تحقيقها ؟ و ما هي العوائق التي تقف حجر عثرة في تحقيق هذا التكامل؟ هذا البحث هو محاولة للإجابة على تلك التساؤلات و غيرها، و ذلك بدراسة إمكانية لإقامة تكامل اقتصادي بين الدول الإسلامية من عدمه، من خلال تحليل إحصائي لبيانات الدول الإسلامية التي لديها بيانات كافية عن التجارة البينية، باستخدام أنموذج الجاذبية – The Gravity Model الذي يستخدمه معظم الاقتصاديين كوسيلة تقريبية لتقييم و قياس التبادل التجاري و تحليل العلاقات الاقتصادية بين الدول. و قد بين البحث من أن هناك روابط كثيرة مشتركة بين الدول الإسلامية، و التي تعد بنية أساسية متينة لأي تكامل اقتصادي، الأمر الذي أيدته نتائج البحث من خلال عدد من المتغيرات، إلا أن واقع هذه الدول بعيد جدا عن استغلال هذه الإمكانيات لصالحه، و قد يعود سبب ذلك لمجموعة من العوامل التي استنتجت من البحث مثل : غياب الرؤية الإستراتيجية و البعد الإسلامي، و ضعف الإرادة السياسية، و ضعف القدرات الإنتاجية، و تشابه الهياكل الإنتاجية، و غياب التكاملية فيها، و ضعف التجارة البينية. لذا اقترح الباحثون – بناء على النتائج التي تم التوصل إليها – ضرورة العمل بإجراءات تنفيذية واضحة المعالم تم استعراضها في البحث، إذا أرادت الدول الإسلامية تحقيق التكامل الاقتصادي المنشود.