لغز منابع و مجرى النيل

الملخص AR

على الرغم من أهمية النيل القصوي بالنسبة لمصر، فإن منبعه و جزأي مجراه الأوسط و الأعلى لم يكونا معروفين حتى عام 1865، و قبل ذلك كانا لغزا يتطلب الحل، لقد كانت هناك معوقات مهمة تعمق المحاولات المختلفة للحصول على المعرفة الجغرافية لكل حوض النيل و قد ناقش البحث ستا من تلك المعوقات.

و كانت فكرة قدماء المصريين عن النيل أنه ينبع من المحيط الذي يحيط بكل الأرض، و التقط الفيلسوف الإغريقي هيكاتيوس (القرن السادس قبل الميلاد) تلك الفكرة، و وضعت على خريطة (شكل رقم 2) و بعد هيكاتيوس جاء هيرودوت (القرن الخامس قبل البلاد) و كان أكثر واقعية ممن سبقوه، فبين على خريطته (شكل رقم 3) أن النيل ينبع من غرب إفريقيا، و يجري عبر أراضي السودان إلى مصر، و لكن إراتستين (القرن الثالث قبل الميلاد) بين بطريقة صحيحة نسبيا (شكل رقم 4) شكل المجرى الأوسط للوادي و ثلاثة روافد للنيل، و إن كلا من الروافد ينبع من بحيرة.

ثم جاء بطليموس و بين في خريطته أن النيل ينبع من بحيرات أسفل جبل القمر، جنوب خط الاستواء.

و رغم قبول الإدريسي (القرن الحادي عشر الميلادي) لفكرة أن النيل ينبع من بحيرات جنوب خط الاستواء فإنه جاء بفكرة أن النيل و هو في أراضي السودان ينقسم إلى قسمين : أحدهما يتجه إلى غرب إفريقيا و يصب في المحيط الأطلسي، و الثاني هو نيل مصر و قرب نهاية القرن الثامن عشر الميلادي بدأت الخطوات الجادة لحل لغز النيل، فكانت أولا رحلة بروس إلى الحبشة، و بينت أن بحيرة تانا هي منبع النيل الأزرق، و ثانيا كانت هناك رحلات مدعومة في معظمها من الجمعية الإفريقية البريطانية) لغرب إفريقيا، و بينت تلك الرحلات أن ليس هناك فرع من النيل يجري إلى غرب إفريقيا، و أخيرا كانت هناك رحلات (مدعومة في معظمها من الجمعية الجغرافية البريطانية، و بعضها من الحكومة المصرية) إلى شرق إفريقيا، و كان من أهم نتائج تلك الرحلات أن عرف أن بحيرة فكتوريا هي منبع النيل الأبيض، و بهذا حل لغز مجرى النيل، و رسمت تلك المعلومات على الخرائط (شكل رقم 1).