دور الصناعات البتروكيماوية في التنمية الإقليمية في كل من المنطقة الشرقية و منطقة المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية : دراسة تقويمية لتجربة مدينتي الجبيل و ينبع الصناعيتين في ضوء نظرية قطب النمو

الملخص AR

اتجهت المملكة العربية السعودية نحو اتباع سياسة أقطاب النمو الصناعية كأداة من أدوات التنمية الإقليمية و تفعيل التنمية الاقتصادية القومية في آن واحد.

و قد تجسد هذا التوجه في إنشاء مدينتي الجبيل و ينبع الصناعيتين على ساحلي الخليج العربي و البحر الأحمر على التوالي، حيث تمثل الصناعات البتروكيميائية معظم الاستثمارات الصناعية في المدينتين.

هذا و قد أظهرت هذه الدراسة تمتع المدينتين المذكورتين بكافة السمات التي يجب توفرها في أي قطب للنمو وفقا لنظرية قطب النمو.

و قد جاء إنشاء المدينتين ليسهم في تبلور النمط المكاني للصناعات الكيماوية في المملكة، فمع ظهور المدينتين تكرس نمط تركزي للصناعات المذكورة.

فقد أصبحت مدينتي الجبيل و ينبع أهم المدن السعودية في مجال الصناعات الكيماوية.

على أنه قصد أساسا، أن تكون هاتان المدينتان أداة لتحفيز النمو الإقليمي في منطقتي المدينتين، و ذلك عبر استخدام المدينتين كنقطتي نمو أوليين تنطلق منهما اتجاهات النمو الصناعي فالاقتصادي لما حولهما.

و يتضح ذلك في البنية المكانية الداخلية للمدينتين، إذ تحتوي كل منهما على مساحات أرضية مجهزة بالمرافق للصناعات التابعة و المعتمدة على الصناعات الكيماوية الأساسية الحكومية في كلا المدينتين.

و الغرض من هذا الترتيب المكاني اكتمال المرحلة الأولى من مراحل قطب النمو بوجود نوعي الصناعات، أساسية و تابعة.

على أن استجابة القطاع الخاص للحوافز التي منحت له لاستغلال مساحات الصناعات التابعة، كانت محدودة.

فقد عمد القطاع الخاص للاستثمار في مجال الصناعات الكيماوية في المدن الصناعية القديمة بالمملكة بفعل عوامل الوفورات و التسويق و عنصر عدم التأكد.

و قد ماثل هذا الاتجاه ما حدث في دول أخرى.

فالنمو الذي حدث بفعل اتباع سياسة قطب النمو، قد قفز من القطب المعني إلى مساحات جغرافية بعيدة إقليميا عن منطقة القطب.

على أنه فيما يخص تجربة المملكة، و بالمقارنة مع بعض تجارب الدول النامية المماثلة في أهدافها مع تجربة المملكة، فقد عني ذلك عدم تبلور حتى المرحلة الأولى من مراحل نظرية قطب لنمو بشكل متكامل.

و هذا الأمر يستدعي سياسة حكومية تمتزج فيها التشريعات مع الحوافز ليمكن الوصول للأهداف الموضوعة إقليما لكل من الجبيل و ينبع.