مرويات السيرة النبوية لابن هشام عن موقف النصارى من نبوة الرسول صلى الله عليه و سلم و دعوته

الملخص AR

يهدف هذا البحث إلى تسليط الضوء على مرحلتين هامتين في تاريخ حياة الرسول صلى الله عليه و سلم، الأولى منهما هي الفترة التي سبقت الدعوة، و الثانية التي بدأت دعوته صلى الله عليه و سلم، و ذلك بغرض توضيح التباين الكبير في موقف النصارى من الرسول صلى الله عليه و سلم و دعوته.

فإذا أخذنا المرحلة الأولى في الاعتبار نجد أن كتاب السيرة النبوية لابن هشام (و غيره من كتب السيرة) تفيض بأخبار الرهبان الذين تنبأوا بظهور نبي بشر به عيسى عليه السلام، و أنه قد آن أوان ظهوره، بل أن بعض هؤلاء الرهبان، ممن هيئت له الفرصة لملاقاة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه و سلم) في طفولته أو صباه أو شبابه، رأي فيه علامات النبوة وفق ما جاء بها وصفه في كتبهم. و خلاصة القول إن رهبان النصارى كانوا واثقين من صحة هذه الأخبار و لن يتوانوا في التصديق بهذا النبي و أتباعه. ثم بدأت المرحلة الثانية، عندما اختار الله نبيه محمدا صلى الله عليه و سلم لهذه الرسالة فعرض الدعوة على أهل الكتاب من يهود و نصارى فلم تجد قبولا إلا عند أفراد قلائل منهم، و اتضح من موقفهم هذا أن الذي منعهم من التصديق بها مجرد حسدهم لهذا النبي العربي ؛ و كانوا يتوقعون أن تكون الرسالة فيهم.

و قد فضح القرآن الكريم موقف النصارى هذا في كثير من سوره و آياته، على الرغم من أن ما جاء في بعض آيات القرآن الكريم و ما رواه المؤرخون يعكس لنا موقف النصارى و هو أكثر اعتدالا من موقف اليهود، و بخاصة حكام النصارى الذين خاطبهم الرسول صلى الله عليه و سلم.

رغم ما يحيط ببعض مواقفهم تجاه هذه الرسائل من ظلال الشك.