المعجم و هندسة النحو

الملخص AR

من الضرورات التصورية وجود موقع للمعجم داخل هندسة النحو أو الملكة اللغوية، حتى تجد الكلمات طريقها إلى الجمل.

لذلك شكل تصور المعجم و تحديد علاقته بباقي مكونات النحو مهمة لازمة أولى في التنظير النحوي ترتبط بها اعتبارات نظرية صورية و تجريبية كالتي تهم تنظيم المعلومات النحوية في الذهن و بناء الكيانات اللغوية وحدات و جملاً.

و يتناول البحث هذا الإشكال من منظور نقدي يعالج الوضع الذي اتخذه المعجم في أغلب النماذج النحوية منذ بداية التفكير في المعجم باعتباره مكوناً من مكونات النحو في أواخر الخمسينيات و بداية الستينيات، و ذلك من خلال مفاهيم مركزية مثل الوحدة المعجمية و قواعد الإدماج المعجمي.

كما يعالج المشاكل النظرية و التجريبية التي تنتج عن هذا الوضع الذي تطبعه سمة بارزة مشتركة بين مختلف النماذج النحوية هي أن المعجم مكون يغذي البنية التركيبية التحتية أو نقطة انطلاق الاشتقاق التركيبي، في حين أن معلوماته الصواتية و الدلالية التصورية لا تؤول إلا لاحقاً.

و يتم تناول هذه المشاكل باعتماد التطورات الأخيرة التي عرفتها النظرية الدلالية و التصور القالبي التمثيلي الذي يعتبر الوحدة المعجمية بنية ثلاثية من المعلومات الصواتية و التركيبية و الدلالية التصورية، مخزنة في الذاكرة البعيدة المدى.

و ترتبط هذه المعلومات في الذهن بقوالب تمثيلية مستقلة و متمايزة لكل واحد منها أوليات و مبادئ تأليف.

و لا توجد تمثيلات "مختلطة" كما يستنتج من النماذج السابقة.

و يتم التعالق و التنسيق بين هذه القوالب عن طريق مكون خاص هو مكون قواعد التوافق الذي يفترض هذا التصور أن يكون المعجم جزءاً من مكوناته.