المواقع الإخبارية العربية : دراسة وصفية لموقع الجزيرة نت على الشبكة العنكبوتية

مقدم أطروحة جامعية

حمدان، حسام عبد الحميد

مشرف أطروحة جامعية

العزاوي، لقاء مكي

أعضاء اللجنة

نعمان بكر
الموسوي، محمد جاسم فلحي
العامري، سيل

الجامعة

الأكاديمية العربية في الدنمارك

الكلية

كلية الأدب و التربية

القسم الأكاديمي

قسم الإعلام و الاتصال

دولة الجامعة

الدنمارك

الدرجة العلمية

ماجستير

تاريخ الدرجة العلمية

2014

الملخص العربي

منذ أن توسعت الإنترنت في نشاطها وخرجت من المجال العسكري الذي ظلت حبيسة جدرانه لخدمة الأغراض العسكرية، انطلقت ثورة المعلومات و الاتصالات لتبدأ الإنترنت عصرا مدنيا جديدا يخدم الحضارة الحديثة و يحدث انقلابا في مجال الاتصال و انفجارا في المعلومات بشكل لم تعرفه البشرية من قبل.

و انعكست آثار ذلك على الإعلام، فخلقت الإنترنت أنماطا اتصالية جديدة جمعت بين القراءة و الرؤية والسمع فيما يعرف بالإعلام الإلكتروني الذي كسر حواجز الزمان و المكان و جسد مقولة مارشال ماكلوهان صاحب مصطلح "القرية الكونية" الذي تنبأ به في عام 1945 من خلال إدراكه لتأثير التكنولوجيا و الإعلام الإلكتروني الذي يعمل على تكامل كوكب الأرض وهو ما يجعلنا اليوم لا نقف عند حدود مصطلح القرية الكونية بل نتعدى ذلك إلى القول بأن العالم أصبح غرفة أخبار واحدة.

و إذا كان ماكلوهان قد تنبأ بالقرية الكونية منذ عدة عقود فها نحن اليوم نعيشها واقعا ملموسا بفضل نظم الاتصال الحديثة ولا سيما الإنترنت التي أوجدت لنا ما يسمى بالمواقع الإلكترونية الإخبارية التي جعلت العالم بين أصابعك تقلبه كيف تشاء من خلال أجهزة الهاتف.

و قد أتاحت المواقع الإخبارية للمستخدم الإبحار بكل سهولة و يسر بين مختلف المضامين و الأشكال الفنية و التعرف على الأخبار و الأحداث و الموضوعات المختلفة و بشكل تتوفر فيه عملية الإمتاع بسبب ما تتمتع به تلك المواقع من مميزات تقنية و فنية وفي مقدمتها الوسائط المتعددة.

و مع بداية تسعينيات القرن الماضي بدأ العديد من تجارب النشر الإلكتروني في الظهور, فكانت صحيفة هيلزنبورج داجبلا السويدية هي الصحيفة الأولى في العالم, ثم توالت بعد ذلك الصحف الإلكترونية, فكانت شيكاغو أون لاين وبحلول منتصف عام 1996 و صل عدد الصحف الإلكترونية في أميركا 368 صحيفة كما ظهر العديد من الصحف الإلكترونية في فرنسا و بريطانيا وكندا.

و في العالم العربي ومنذ منتصف التسعينيات ومع ظهور صحيفة الشرق الأوسط كأول صحيفة عربية لها موقع إلكتروني على الإنترنت في سبتمبر 1995م بدأت المواقع الإلكترونية في النمو و الانتشار، ومع ظهور قناة الجزيرة كأول فضائية عربية إخبارية متخصصة بدأت المواقع الإخبارية المرتبطة بالقنوات الإخبارية في الظهور أيضا و صاحب ذلك ظهور مواقع إخبارية غير مرتبطة بقنوات أو إذاعات إخبارية.

و رغم أن القنوات الفضائية الإخبارية أحدثت ثورة في عالم الإعلام كسرت كل التابوهات المحرمة و تعدت حواجز الزمان والمكان فإن الحاجة لوعاء إلكتروني مصاحب للقناة يحمل رسالتها من ناحية ويعززها بإنتاج خاص لها دفع القائمين على أمر القناة إلى التفكير في إنشاء الموقع الإلكتروني الجزيرة نت المرتبط بالقناة.

حيث ظهر موقع الجزيرة نت في الأول من يناير 2001 في مدينة الدوحة بقطر كموقع إلكتروني إخباري عربي استكمالا لدور القناة وتدعيما لرسالتها في محاولة من جانب القائمين على أمر القناة استغلال مزايا الإنترنت لإنشاء موقع إخباري عربي على الشبكة.

و تسعى الدراسة لرصد وتحليل أحد أهم الأنماط الإعلامية الجديدة و هي المواقع الإخبارية عبر الإنترنت وتركز على آلية من آليات الإعلام الجديد تتسم بالتخصص الإخباري و تتميز بالتفاعلية مع جمهور الإنترنت.

و في هذا الإطار سعى الباحث إلى تسليط الضوء على المواقع الإخبارية العربية بشكل عام وموقع الجزيرة نت بشكل خاص لمعرفة مسيرته من حيث النشأة و التطور ومدى اتساق السياسات التحريرية للموقع مع القناة ومعرفة التقنيات المستخدمة في الموقع و العلاقة المتبادلة بين الموقع والقناة و الكشف عن حقيقة التفاعلية وقدرة الموقع على استخدام هذه الخاصية في إثراء العلاقة بين الموقع و الجمهور.

تكونت الدراسة من خمسة فصول تناول الأول منها الإنترنت والمواقع الإخبارية من حيث تاريخ الإنترنت و ظهور الصحافة الإلكترونية والتحول من الصحافة الإلكترونية إلى المواقع الكاملة, ثم الفصل الثاني بعنوان المواقع الإخبارية العربية حيث يتناول ظاهرة الإنترنت من حيث الانتشار و القيود و التفاوت و كذلك المواقع الإخبارية من حيث النشأة و التطور و أبرز المواقع و المميزات التي تتمتع بها, أما الفصل الثالث فقد تناول الإعلام التفاعلي, و انصب الفصل الرابع على دراسة الجزيرة نت كدراسة وصفية سواء في الجانب الإداري أو الفني, أما الفصل الخامس فقد ركز على الجزيرة نت كموقع إخباري من حيث آلية العمل ووسائل التفاعلية بالموقع.

و بعد إعداد الباحث لرسالته خلص إلى عدد من النتائج أهمها : 1- الدور الذي يقوم به موقع الجزيرة نت جاء مكملا لدور القناة و وسيطا لحملها إلى أبعد النقاط الجغرافية، مختطا لنفسه طريقا مستقلا عن القناة الأم فيما يقدمه و إن كان لا يتناقض معها بل يلتزم بسياستها التحريرية وحقق تعاونا ثنائيا مثمرا قدم من خلاله إضافة نوعية لجمهوره.

2- تتجلى صور التعاون بين الموقع والقناة في نقل البث الحي للقناة و عرض كل برامجها مع أرشفة كل نصوص البرامج منذ انطلاق الموقع بحيث يستطيع زائر الموقع أن يشاهد البرامج و يطلع على نصوصها.

3- يتميز الموقع بفريق مهني و فني كبير أتاح له العمل على مدار الأربع و عشرين ساعة و بطاقة إنتاجية تتراوح ما بين 80-100 مادة إعلامية متنوعة يوميا يساهم فيها أيضا فريق من المراسلين المنتشرين في أكثر من 30 بلدا عربيا و أجنبيا.

4- يسعى الموقع للالتزام بمبادئ العمل الصحفي وحرية الرأي و الرأي الآخر مما جعله يقع في مصاف المواقع العربية الإخبارية المتقدمة في العالم العربي خاصة و العالم بشكل عام، كما يقدم الموقع أخبارا متنوعة جعلته يحظى بالقبول لدى قطاعلت واسعة من الجمهور العربي.

5- يقدم الموقع خدمة تعليقات القراء بما يحقق التفاعلية بين الموقع وزواره حيث بإمكان الزوار التفاعل مع كل ما ينشر بالتعليق والكتابة سواء كانت وجهة نظرهم سلبية أو إيجابية, مدحا أو قدحا.

6- يسعى الموقع إلى تعميق التفاعل والتواصل بين الجزيرة نت وزوارها من خلال العديد من التفاعلات الحية التي ينتجها الموقع كاستطلاعات الرأي وحلقات النقاش و التصويتات الدورية أو المتخصصة التي تصاحب الصفحات الداخلية.

7- يبدي الموقع اهتماما ملحوظا لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة لتوصيل الأخبار و مختلف المواد الإعلامية الأخرى للجمهور, غير أنه لم يبلور سياسة واضحة تجاه التعامل مع المواقع الاجتماعية سواء كوسيلة لنقل الأخبار أم كمصدر لها.

8- لا يسمح موقع الجزيرة نت حتى الآن لمتصفحيه بالانتقال خارج الموقع حتى وإن كان داخل شبكة الجزيرة نفسها كموقع الجزيرة للدراسات مثلا, ويسمح فقط بالإبحار والتجول داخل أخباره و مواده الإعلامية التي ينتجها.

9- لا يقوم موقع الجزيرة نت بالتعاون مع صنوه موقع الجزيرة التابع للقناة الإنجليزية من خلال تبادل الأخبار والمعلومات و القضايا والمقالات, على الرغم من وجود علاقة بين القناتين العربية و الإنجليزية و كثيرا ما أثمر التعاون بين القناتين في القضايا المهمة كقضية مقتل عرفات, لكن هذا يحدث نادرا على صعيد العلاقة بين الموقعين.

10- يهتم الموقع بالوسائط المتعددة من حيث استعمال و توظيف الفيديو في الأخبار و خاصة الأخبار الرئيسية ولم يعد الاعتماد على الفيديو المنتج في القناة, بل ويسعى إلى توجيه مراسلين لإنتاج فيديوهات خاصة بالموقع وإن كانت ما زالت ضعيفة ودون المستوى المطلوب.

و في ضوء ما توصل إليه الباحث من نتائج فإن الدراسة توصي بضرورة تعزيز الجهود البحثية والعلمية حول المواقع الإخبارية خاصة وأن هذه المواقع أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياة المواطن.

كما أنه لا بد من إيجاد الآليات والوسائل اللازمة لزيادة المحتوى العربي الإخباري على الإنترنت بما يدعم المواقع الإخبارية في إعادة التوازن لمعادلة التدفق الإعلامي.

كذلك لا بد من متابعة التطورات الجديدة في تكنولوجيا المعلومات و الاتصال و التطبيقات الإلكترونية المختلفة بما يمكن المواقع الإخبارية من الاطلاع النظري والعملي و الاستفادة بكل ما هو جديد.

و توصي الدراسة أيضا بالإسهام في وضع التشريعات الإعلامية و مواثيق الشرف المهنية الخاصة بالإعلام الإلكتروني سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي و الدولي بما يضمن لهذا الإعلام الجديد مستوى عاليا من المهنية و الالتزام الأخلاقي.

التخصصات الرئيسية

الإعلام و الاتصال

الموضوعات

• علم الاجتماع
• المجتمع الافتراضي
• العالم العربي
• الصحافة
• الصحافة على الإنترنت
• القنوات الفضائية

عدد الصفحات

198

قائمة المحتويات

• APA
• MLA
• AMA

لغة النص

العربية

نوع البيانات

رسائل جامعية

رقم السجل

BIM-404595