قياس الميل نحو الانتحار لدى طلبة المرحلة الإعدادية

الملخص AR

يعد الإنتحار واحد من أكثر المشكلات التي نالت اهتمام الأوساط الاجتماعية و التربوية و النفسية و القضائية لما له من تأثير سلبي على حياة الفرد نفسه، و بنية المجتمع و تماسكه و استقراره، و هي ظاهرة اجتماعية يكاد لا يخلو منها أي مجتمع من المجتمعات، و بخاصة في المجتمعات التي عانت من تقلبات و مشاكل سياسية و اقتصادية و ما نتج عنها من تأثيرات سلبية اجتماعية و نفسية، و منها على سبيل المثال القطر العراقي، فقد واجه حروب متتالية هي : الحرب العراقية الإيرانية، و حرب الخليج الأمريكية الأولى و الثانية، فضلا على الحرب الاقتصادية و سياسة التجويع و الإقتتال الطائفي الداخلي و ما نتج عنها من مواقف مساوية أفرزت مواقف إحباطية، و بخاصة للطلبة و منهم الصف السادس الإعدادي الذين يعدون من فئات أكثر المجتمع حاجة إلى الشعور بالإستقرار النفسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الإطمئنان للمستقبل، خاصة بعد ما بدا يتداول الإعلام و مؤسسات التربية معلومات عن وقوع حالات انتحار بين الطلبة، لذلك تحاول الدراسة الحالية تسليط الضوء على هذه الظاهرة لمعرفة اسبابها و تشخيصا قبل وقوعها و التي قد يترتب عن إغفالها مشكلات تربوية و نفسية و اجتماعية على الفرد و العائلة و المجتمع بشكل عام.

و تحقيقا لذلك اختار الباحثان عينه من طلبة الصف السادس الإعدادي بواقع (435) طالبا و طالبة في محافظة بابل.

و بعد ببناء مقياس الميل نحو الإنتحار أصبح جاهزا للتطبيق بعد التحقق من تمييزه و صدقه و ثباته، و باستعمال الوسائل الإحصائية المناسبة، توصل الباحثان الى عدة نتائج منها : بلغت نسبة انتشار الميل نحو الإنتحار لدى طلبة المرحلة الإعدادية (17,7) بوقع (11 %) للذكور، و (23 %) للإناث.

الإناث أكثر ميلا للانتحار من الذكور.

الميل نحو الإنتحار لدى طلبة المدينة أكثر من طلبة الريف.

و في ضوء النتائج أوصى الباحثين بضرورة تفعيل دور المرشدين التربويين لإعداد برامج إرشادية الوقائية و العلاجية للحد من تفاقم الميول الإنتحارية، و تفعيل دور الإعلام التربوي و وسائل الإعلام كافة للقيام بدورها للتوعية عن مخاطر هذه الظاهرة الخطرة.

و تطويرا للبحث الحالي و إكمالا اقترح الباحثان إجراء دراسات أخرى و على عينات أخرى.