مشكلات تدريس مادة تلاوة القرآن الكريم و حفظه من وجهة نظر تدريسي المادة و الطالبات و وضع الحلول اللازمة لها

الملخص AR

تتحدد مشكلة البحث الحالي في ضعف طالبات قسم علوم القرآن و التربیة الإسلامية في كلیة التربیة للبنات جامعة بغداد في مادة التلاوة و الحفظ (تلاوة القرآن الكریم و حفظھ)، و ھذا ما أكده الأساتذة المشرفون العلمیون و التربویون على حد سواء أثناء زیارتھم للطالبات أثناء مدة التطبیق، لا سیما و أن المادة تدرس على مدار سنوات الأعداد الأربعة ، مما أثار استغراب الھیئة التدریسیة في القسم عن أسباب الضعف الواضح لدى عدد غیر قلیل من الطالبات المطبقات (مدرسات المستقبل) لمادة القرآن الكریم و التربیة الإسلامية في المدارس المتوسطة و الإعدادية، مما یدعوا إلى البحث عن حلول لھذه المشكلة الكبیرة ذلك أن موضوعھا یتعلق بأعظم الكتب السماویة القرآن الكریم من ناحیة، و أن الأمر یتعلق بمخرجات قسم علوم القرآن و التربیة الإسلامية الخاصة بإعداد طالبات مؤھلات لتدریس القرآن الكریم في مدارسنا من ناحیة أخرى .من ھنا ارتأى الباحثان دراسة مشكلات تدریس مادة تلاوة القرآن الكریم و حفظھ من وجھة نظر تدریسي المادة و الطالبات و وضع الحلول اللازمة لھا.

تكون مجتمع البحث و عینتھ من (5) تدریسیین اختصاص تلاوة و تفسیر و (70) طالبة یمثلن طالبات المرحلة المنتھیة (الرابعة) ، إذ یرى الباحثان أنھن الأقدر على إعطاء إجابات یمكن في ضوءھا تقدیم الحلول و لأنھن درسن المادة في سنوات الأعداد الأربعة من قبل تدریسیات المادة.

و لتحقیق ھدف البحث اعد الباحثان أداتين لبحثھما الأولى المشكلات التي تواجھ التدریسیات و الأخرى المشكلات التي تواجھ الطالبات، تكونت الأداتين من مجالات ستة (أھداف المادة (و (المحتوى)، (و طرائق التدریس و أساليبھ)، (و الوسائل التعلیمیة و التقنیات التربویة و الأنشطة (و (التقویم)، (و الطالبات)، و ھي ذاتھا مجالات استبانة الطالبات عدا المجال الأخير اختص ب( تدریسیي المادة) و قد تحقق الباحثان من صدقھما و ثباتھما بعرض الأداتين على مجموعة من الخبراء.

و قد توصل الباحثان إلى نتائج عدیدة من أبرزھا (من وجھة نظر التدریسیین) : ١.ضعف مخرجات وزارة التربیة الفرع الأدبي عموما (مدخلات كلیات التربیة)، إذ أن معظم الطالبات المقبولات في قسم علوم القرآن مستویاتھن العلمیة ضعیفة. ٢.قلة الساعات التدریسیة للمادة بواقع ساعتین في المراحل الثانیة و الثالثة و الرابعة و ثلاث ساعات في المرحلة الأولى، و ھي غیر كافیة لتعلیم أحكام التجوید و التلاوة و الاستماع للحفظ المقرر على وفق المراحل الجامعیة. ٣.عدد الطالبات الكبیر في القاعة الدراسیة، لقلة القاعات الدراسیة من جھة و لاعتماد أسلوب الدمج من جھة أخرى . ٤.ندرة الوسائل التعلیمیة أو التقنیات التربویة لعدم توافر البنیة التحتیة لھا . ٥.عدم وجود مختبر للصوت، على الرغم من أھمیة التطبیق العملي لھذه المادة. أما من وجھة نظر الطالبات فكانت أبرز النتائج ما یأتي : ١.سعة المادة العلمیة. ٢.اعتماد الأسلوب التقلیدي (المقالیة) في إجراء الاختبارات. ٣.اعتماد الإلقاء في اغلب الأحيان من تدریسیات المادة . ٤.ندرة استعمال التقنیات التربویة أثناء التدریس. في ضوء نتائج البحث قدم الباحثان مجموعة من الاستنتاجات منھا : 1- إن تشخيص مشكلات تدريس مادة تلاوة القرآن الكريم، و العمل على علاجها خطوة كبيرة في تحسين عملية إتقان تلاوة القرآن الكريم.

و من ثم تحقيق الأهداف التربوية المنشودة في تحقيق الجودة و رفع كفاءة مخرجات قسم علوم القرآن و التربية الإسلامية في كليات التربية في العراق. ٢-إن إشراك الطالبات(مدرسات المستقبل) في تحديد المشكلات التي تواجههن في أثناء مرحلة الإعداد يسهم إلى حد كبير في إعطائھن أدوارا تتناسب و متطلبات العصر و تحدیاتھ من ناحیة، و تأكيدا لما ذھبت إلیھ كثیر من الفلسفات و النظریات التي تصف الطالب بانھ محور عملیة التعلیم و التعلم من ناحیة أخرى. و في ضوء النتائج المتعلقة بمشكلات تدریس تلاوة القرآن الكریم، سجل الباحثان مجموعة من التوصیات منھا : ١.

اطلاع الطلبة على أھداف المادة و الغرض من تدریسھا. ٢.

توفیر الوسائل التعلیمیة و التقنیات التربویة بأنواعھا المختلفة و استعمالھا في تدریس المادة . ٣.

حاجة الطلبة إلى منھج متكامل للمادة یفي في الإعداد لمھنة التدریس . ٤.

مراعاة الفروق الفردیة بین الطلبة و إعطائھم فرصة للمشاركة. ٥.

تجھیز أقسام علوم القرآن الكریم و التربیة الإسلامية بمختبرات صوت . ٦.

زیادة عدد ساعات تدریس المادة . و قدما في الوقت ذاتھ مقترحات منھا : 1- إجراء دراسة مماثلة للدراسة الحالية تتناول مشكلات تدريس مواد الشرعية الأخرى (كالفقه و السيرة، و علوم الحديث، و طرائق التدريس، و غيرها).

2- إجراء دراسة تقویمیة للھیئات التدریسیة لأساتذة مادة تلاوة القرآن الكریم.