العامل الاقتصادي في الظاهرة الإرهابية

الملخص AR

هذا البحث يتناول الظاهرة الإرهابية، كظاهرة اقتصادية، من حيث طبيعتها و أسبابها و آثارها و السبل الاقتصادية لمواجهتها.

و الورقة تنطلق من المفهوم الاقتصادي العقلاني الذي يقوم على أن كل نشاط إنساني له تكاليف و فوائد هو نشاط اقتصادي، بصرف النظر عن مشروعيته.

و النشاط الإرهابي حسب هذا المفهوم، له طبيعة اقتصادية لأنه نشاط له فوائد و تكاليف من وجهة نظر من ينخرطون فيه و من وجهة النظر الاجتماعية، و له أسباب و دوافع و آثار اقتصادية، قد لا تحتاج إلى برهان، و هي بلا شك تختلف من حالة إلى حالة، من حيث الدرجة فقط، أما من حيث الوجود فهي موجودة و مشهودة.

و البحث يتناول الأبعاد الاقتصادية الأربعة للظاهرة الإرهابية : الطبيعة و الأسباب و الآثار و السياسات الاقتصادية المطلوبة للوقاية من الإرهاب و مواجهته.

فمن جهة ينظر للمنظمات الإرهابية على أنها منظمات إنتاجية تستخدم عوامل الإنتاج التقليدية في نشاطها (غير المشروع بطبيعة الحال) و من جهة أخرى فإن هذه المنظمات تضع في أعلى سلم أهدافها تدمير المنشآت الاقتصادية الحيوية مثل البنية التحتية و وسائل المواصلات و الاتصالات و المنشآت الإنتاجية و الأسواق العامة و مصادر الطاقة و المنشآت السياحية و غيرها.

و في هذا السياق ينظر للأسباب و الدوافع الاقتصادية (للظاهرة نفسها و للإرهابيين) على أنها تأتي ضمن منظومة الأسباب و الدوافع الممكنة للإرهاب، مثلها مثل الدوافع السياسية و الاجتماعية و غيرها ما يمكن أن يفسر الظاهرة في زمان أو مكان معينين، أو ينطبق على حوادث بعينها في فترة أو زمان أو مكان معين.

كما تستعرض الورقة الآثار الاقتصادية المحتملة للإرهاب و تستشهد ببعض الحالات مثل اعتداء 11 سبتمبر 2001 م.

و أخيرا تختتم الورقة بعرض لما يمكن للنظرية و التحليلات الاقتصادية أن تقدمه لتعزيز الخطط الوطنية و الإقليمية و الدولية، للوقاية من هذه الظاهرة و مواجهتها.