الفضاءات الرقمية العمومية و دورها في تقليص الفجوة الرقمية

الملخص AR

لقد خطت التطورات التكنولوجية في مجال المعلومات و الاتصال خطوات جبارة مع نهاية الألفية الماضية و بداية الألفية الحالية، كما تطورت تطبيقاتها بشكل مذهل حتى أن المتتبع لها لم يعد بإمكانه تصور ما هو قادم.

فإذا كانت الحوسبة، التي بدأت تطبيقاتها مع نهاية السبعينات من القرن الماضي أثرت على مؤسسات المعلومات تأثيرا جذريا، أجبرت مؤسسات المعلومات على تبني الحوسبة سعيا منها إلى ربح الوقت و التكاليف و إرضاء الرواد، فإن تعميم الإنترنت أدخل هذه المؤسسات في دوامة لم تتمكن من الخروج منها إلا تلك التي تحكمت في هذه التقنية فسخرتها خدمة لروادها و تسهيلا للإجراءات والمعاملات مع محيطها المباشر و غير المباشر.

و بالموازاة مع هذه التطورات وفي السياق نفسه ظهرت الرقمنة و التي كان الغرض منها إنتاج حوامل جديدة للمعرفة البشرية أو أشكال جديدة من حوامل المعلومات و التي تمكن مؤسسات المعلومات من تخزين كم هائل منها في حيز الفضاءات الرقمية العمومية و دورها في تقليص الفجوة الرقمية صغير مع إمكانية استرجاعها و استغلالها في أسرع وقت ممكن، و قد ظهر كنتيجة حتمية لهذه التقنية ما يعرف بالأوعية الرقمية المكتبات الرقمية و ما إلى ذلك و قد تعدى استعمال هذه التقنية المجالات المتوقعة لها فظهر العديد من التطبيقات المبنية على المبدأ الرقمي فظهرت مواقع الواب التي بدأت ثابتة من الفضاءات متعددة الغايات (تعليمية، ثقافية، اجتماعية، ...الخ) مرتكزة في ذلك وتطورت لتصبح ديناميكية، و قد كانت هذه المواقع الإنطلاقة الحقيقية لظهور جملة على المفهوم الإفتراضي للولوج و من هذا المنطلق، سنحاول من خلال هذه الورقة إلقاء الضوء على تطبيقات جديدة ثابتة و متنقلة (الفضاءات الرقمية العمومية و الحافلة الرقمية) و التي جاءت لتذليل الفجوة الرقمية و تمكين المواطنين داخل البلد الواحد و بين أفراد الحي الواحد من الولوج إلى المجتمع الرقمي و ذلك من خلال التطبيقات التي توفرها لهم.