لغة الاتصال الرقمي

الملخص AR

بين اللغة و الإعلام علاقة تأثير متبادلة فكل منهما يؤثر في الآخر و يتأثر به فإذا كانت وظيفة اللغة تقوم أساسا على نقل المعلومات بطريقة ما، أي أنها رسالة بين مرسل و مستقبل، و هذه الرسالة تثقل صوتيا أو كتابيا، فهي وفق هذا صورة من صور الاتصال و بالمقابل فان الاتصال بالجمهور المتلقي عبر وسائل الإعلام المختلفة و لا سيما الصحافة و الإذاعة المسموعة و المرئية قد خطا خطوات ناجحة و ينسب متفاوتة بنقل اللغة إلى ملايين الناس مما عزز انتشارها و جعلها لغة حية متداولة في الحياة اليومية.

و أدت وسائل الإعلام و خاصمة الصحافة منها دورا مهما في تطوير الأساليب اللغوية و نحت الكثير من التعابير والمفردات و تحديثها لتلائم تطورات العصر، و هكذا دفعت الصحافة باللغة إلى النهوض الذي تمثل في رقي الأساليب اللغوية و التعبيربة و في تعدد فنون القول فيها و في إدخال مفردات مولدة عن طريق الاشتقاق و الاقتباس، و الوضع و التعريب للتعبير عن المسميات و الأفكار الجديدة.

و قد انعكست العلاقة التبادلية بين اللغة و الصحافة في نقاط عدة من أبرزها : - تقليص المسافة بين اللغة المنطوقة و اللغة المكتوبة.

- ارتقاء الإمكانات التعبيرية أو التنوعات اللغوية المرتبطة بوسائل الإعلام.

- تحقيق انتشار جماهيري واسع للغة.

- إنتاج كم كبير من المفردات اللغوي و الاصطلاحية.

- ظهور ما يسمى باللغات المتخصصة أي اللغات المناسبة لكل مهنة أو لكل نشاط إبداعي أو ثقافي معين.

- تقليص الإطناب و السجع و الإطالة و استبدالها بالأساليب التعبيرية المحايدة و الموضوعية ذات السمة التقريرية و المباشرة و المركزة.

التوصيات : من خلال حيثيات الدراسة و نتائج البحث نوصي بما يلي : 1- العناية باللغة في الصحافة و بقية وسائل الاتصال و عدها معيارا لا يمكن التساهل بشأنه في التعبير.

2- تأهيل العاملين في الصحف و تحقيرهم على تحسين قواعد و إملاء لغتهم و تنبيه المتجاهلين لها.

3- عد وحدات اللغة في كليات الإعلام و الصحافة أقساما مستقلة أسوة بالقطاعات المعرفية و التعليمية فيها.

4- تحسين أداء الهيئات التدريسية و فتح فروع للتصحيح اللغوي و المطبعي و للصياغة الإعلامية.

5- إيجاد آليات محددة لاعتماد مصادر الأخبار و التقارير و المقالات المنتزعة من الانترنت و تشديد الاهتمام باللغة كمعيار فني و ذوقي لتقويض فوضى النشر و السطو و تجاهل حقوق الملكية الفكرة.

6- العناية بمادة اللغة الإعلامية في كليات و أقسام الصحافة و الإعلام و تفعيلها عبر الابتعاد عن التنظير و ملامسة النصوص الإعلامية و محاكمتها لغويا و مقارنتها بنصوص من الصحافة العربية المتقدمة لتحديد نقاط الضعف.

7- تدريس مادة اللغة العربية على مدى 4 سنوات في كليات و معاهد الإعلام و الصحافة و عدم الاقتصار على القواعد الكلاسيكية البعيدة عن توظيف النصوص.

8- عقد المزيد من المؤتمرات و الحلقات النقاشية و ورش العمل التي تعالج أزمة لغة الاتصال عبر مختلف الوسائل الاتصالية مثل لغة الإذاعة و لغة التلفزة و لغة الانترنت و هكذا.