مسلم بن عقيل (ع)‎ : دراسة لدورة في ثورة الإمام الحسين (ع)‎

الملخص AR

تتكون حضارة أي مجتمع و أي دولة من مجموعة من القيم و المعاني السامية، و هذه القيم المعنوية تبني الانسان و تعزز ثقته في ذاته، و تظهر على العمران و على سلوك المجتمع و أخلاقه و المظاهر الاخرى، و الانسان الذي يحمل هذه القيم يبني المجتمع لأنه اللبنة الاساسية فيه، و لترسيخ هذه القيم، لابد من تضحية رجال، و في تاريخنا الاسلامي الكثير من الرجال الذين وطنوا انفسهم لاصلاح المجتمع و بناء لبناته وفقا لمعاني الصدق والاخلاق و الايثار و التضحية.

و من هؤلاء الرجال الافذاذ مسلم بن عقيل بن ابي طالب (ع) الذي يعود نسبة الى سيدنا إبراهيم الخليل (ع).

جاء بحثنا هذا ليركز على دور المسلم الاصلاحي و الاخلاقي في ثورة الامام الحسين (ع) و قد تجلى هذا الدور في كل ظروف سفارته للكوفة.

فلا ينفك مسلم بن عقيل عن الجانب التربوي و القيمي في نهضته سواء في الجانب النظري او العملي في ساحة القتال، فهو المصلح الذي لم يرغب في سلطة و لم يفسر الناس على اتباعه حين حمي الوطيس بالرغم من معرفته بحبهم إياه و سيدة الامام الحسين(ع) و اباه، فقد سار على نهج الامام الحسين (ع) الذي قال لأصحابه (ها قد جن الليل فأتخذوه جملا) لأن مسلم بن عقيل بن أبي طالب و الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام من شجرة واحدة هدفها الاصلاح.

قتل مسلم بن عقيل شهيدا للقيم و المعاني السامية وهو فرح بالشهادة حامد الله عليها مفتخر بها قاتله ( او فخرا عن الموت).