الصهيونية فكرة و دولة في كتابات أحد هاعام

الملخص AR

تتناول هذه الدراسة الإسهام الذي قدمه أحد هاعام في الجدل الذي دار حول الدولة اليهودية و الطبيعية الصهيونية.

و قد اتفق على تسمية صهيونية أحد هاعام بالصهيونية الروحية و هي نقيض لصهيونية هرتزل السياسية.

و تحاول الدراسة من خلال تعاملها مع كتابات أحد هاعام أن تبرز الحلول الجديدة التي قدمها هذا المفكر الصهيوني للمسألة اليهودية.

فالمسألة اليهودية في نظره لا يمكن حلها ضمن إطار الصهيونية السياسية، و إنما ضمن إطار حضاري روحي أخلاقي.

و هي ليست مشكلة اليهود كما صورها الصهاينة السياسيون و إنما مشكلة اليهودية، و الدولة التي رأى أحد هاعام إمكانية إيجادها في النهاية كدولة يهودية لا كدولة لليهود كما طرحها هرتزل.

و الدولة بالنسبة له ليست غاية في حد ذاتها و إنما لا تعدو كونها الأساس الضروري للتعبير الروحي عن الروح القومية.

و قد تمكن أحد هاعام من تحديد العديد من المشكلات العملية التي أدت إلى تعكير مسار تطور الحركة الصهيونية، و توصل في لنهاية إلى وضع استراتيجية واقعية ذات بعد روحي أخلاقي يعارض من خلالها استراتيجية هرتزل و غيره من المفكرين الصهاينة التي تهدف إلى إنشاء دولة لليهود بأية طريقة و بأسرع ما يمكن.

فالدولة اليهودية لم تكن ضمن أولويات أحد هاعام في تلك المرحلة، إذ كان يقول إن «إقامة دولة يهودية بعد تسعمائة عام أفضل من إقامة دولة يهودية بعد خمسين عاما على أرضية من الرمال المتحركة».