بخيل الجاحظ : رؤية تحليلية في مؤلفه "البخلاء" (البخيل-الشح-التقتير)‎

الملخص AR

فهذا البحث يعد خلاصة جدية لسبر أغوار المفكر العربي (الجاحظ) و محاولة لقراءة ما وراء سطوره من أفكار و آراء، صرح بها حينا و لمح إليها حيناً آخر، إلا أنها جميعا تحكي قصة ناقد و أديب اجتماعي و فيلسوف حكيم يريد لمجتمعه الأفضل و الأنقى و العيش المثالي لذا، فهذا المفكر العربي و الأديب المعتزلي حكى بدقة عن كثير من الأمور، و ما بين أيدينا حكاياته عن سمة البخل و الخلاء و أخبارهم و حديثه عن رذائل هذه السمة بوصفها دخيلة على العربي الذي لا يليق به غير الكرم و العطاء، و الكرم شجاعته فالمعطاء شجاع إذ يجود بالنفيس من اجل الآخر، و قد استند في حديثه للنص القرآني، و الحديث النبوي الشريف، و المأثور في كلام العرب شعرا أو نثرا، و هذه عادته في جميع مؤلفاته.

إن من النادر أن يقدر لأمه من الأمم كاتب أو أديب و شخصية ثقافية موسوعية مثل الجاحظ، تلك المنظومة الفكرية الفذة بنزوعه إلى إثراء الثقافة العربية بما يؤكد أصالتها و عمق تأثيرها بالثقافات الأخرى، و قد قدم لنا من خلال صفحات كتابه البخلاء صورة واضحة لمعالم البخيل و أحواله و هي صورة مرفوضة تماما شكلا و مضمونا في مجتمعنا العربي الكريم، لكنها تثبت قضية التفاعل الاجتماعي و التلاقح الثقافي الحضاري مع حضارات الأخرى التي أنتجت بعض السلبيات و نقلت خصالا للمجتمع العربي غريبة عنه بعيده منه و البخل واحد منها.

و نرى الجاحظ منظرا اجتماعيا و هو يعزم القول و التحقيق و التمحيص في أمر يخص مجتمعه و عروبته.