شذرات من أوصاف الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه و آله في القرآن الكريم

الملخص AR

لقد عنى الباحثون من علماء الأمة الإسلامية بالكتابة و الدراسة عن شخص الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه و سلم من جميع الوجوه و النواحي المتعلقة بذاته و سيرته و شؤون حياته كافة.

و كمشاركة متواضعة مني سأتناول في هذا البحث شذرات من أوصاف النبي محمد صلى الله عليه و سلم في القرآن الكريم و التي حباه إياها المولى جل شأنه.

فالقرآن الكريم قد وصف سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بوصف عام و شامل لجميع المكارم و الفضائل.

و بالتأكيد فإن كل ما يقال بعد وصف الله تعالى له بالعظمة في أخلاقه لا يصل إلى مرتبة ذلك الوصف الإلهي العظيم.

و خلاصة القول أن كل ما يسمى فضيلة و صفة حميدة اتصفت بها ذاته الشريفة يمكن أن تنطوي تحت هذا الوصف العام الشامل الجامع ألا و هو الخلق العظيم، و لو أردنا استقصاء تلك الأوصاف و الشمائل وحدها لوسعنا ذلك المجلدات.

و حسبنا في هذا البحث الصغير و المتواضع أن نتحدث عن أهم أوصافه صلى الله عليه و سلم بإيجاز ثم أن المتبع لآيات القرآن الكريم يلاحظ أنها بعد أن أطلقت هذا الوصف العام الشامل (الخلق العظيم) يجد أنها قد ذكرت أوصافا مستقلة وصفت بها شخص الرسول الأعظم صلى الله عليه و سلم و يمكننا إجمال أهمها في هذا البحث : فتحدثت عن وصفه في القرآن الكريم بأنه بشر يوحى إليه و ذكرت بأنه شارك غيره من بني آدم بصفة البشرية هذه إلا أنه امتاز عنهم بالوحي الإلهي الذي يرفع قدره و مكانته عن بقية البشرية.

ثم تحدثت عن عبوديته لله من خلال وصف الله له بأنه عبد الله فقد إضافة الله إليه بقوله (بعبده) و هذه الإضافة تشريف و تعظيم و تبجيل و تكريم.

ثم وصفه بأنه نبي و رسول و بأنه مكتوب عندهم في التوراة و الإنجيل و لكنهم كتموا ذلك حسدا و عدوانا، و ذكره في أكثر من آية كريمة بأنه يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و هي وظيفتا الأنبياء و المرسلين و أنه يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و ذلك هو الذوق الرفيع و يضع عنهم أصرهم و الأغلال التي كانت عليهم من تشديد الشرائع السابقة و أنه برهان و نور من الله و شاهد وداع إلى الله بإذنه، كما اثنى عليه في آيات أخر بالإشارة إلى أنه رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم، و بأنه الهادي إلى عبادة الله و إلى الخير و القرب من الله، و أنه خاتم الأنبياء و المرسلين و هذه الصفة هي خاصة بالرسول الأعظم محمد صلى الله عليه و سلم و أن هناك أوصاف في القرآن الكريم ذكرت صراحة و أخرى ذكرت إشارة لا مجال لذكرها في هذا البحث الصغير و من الله العون و هو الهادي إلى السبيل و الحمد لله رب العالمين.