الأبعاد التربوية و الجمالية للفن المفاهيمي

الملخص AR

أن يصبح النص مقروءا في الفن المفاهيمي، فهذا يعني أنه يمتلك سلطة تجعله موضوع قراءة تحدد مرجعيته التي يستمد منها سلطته، و هي مرجعية أدبية و فنية أساسها اللغة بانتظامها و مدلولاتها على مستوى انساق العلاقات داخل بنية النص الذي يستند في جوهره إلى نظم و مستويات متداخلة تؤسس بناء موحدا يحتاج إلى أدوات منهجية و قرائية يمكن أن تؤدي إلى استنباط أفكار و مفاهيم جديدة و ترك مفاهيم أخرى، لذا فإن الفن المفاهيمي يبحث عن لغة بالدرجة الأولى و عن طرق التواصل مع الجمهور و إثارة أفكاره، و تسعى إلى توسيع آفاق القراءة لدى المتلقي و هز البنى القديمة من أجل إنتاج النص.

و بهذا فإن الكثير من تيارات الفنون بعد الحداثية و الفن المفاهيمي وجدت ينابيعها في ممارسات الحداثة من التكعيبية و الدادائية و الفن المجرد. و يتخلص البحث الحالي في محاولة إجراء مقاربات و سبل لقراءة فنون ما بعد الحداثة و الفن المفاهيمي من و جهة نظر تربوية تعمل على فتح الآفاق الجمالية بطرق أكثر اتساعا و حرية بما يسمح للذات أن تقوم بدور صناعة النص الجمالي و تأويله و هكذا تلخصت مشكلة البحث الحالي في إمكانية الإجابة عن التساؤلات التالية :- -ما هي المقتربات التحليلية للأبعاد التربوية و الجمالية في الفن المفاهيمي ؟ -إذا كانت موضوعة (الفكرة) تشكل افتراضا معرفيا في بنية الفن المفاهيمي، فما الأطر الاشتغالية (البحثية) التي تستدعي إنتاج نصوص مفاهيمية تنفصل و تتصل مع ما تؤول إليه البنى الذهنية المحركة للأثرين التربوي و الجمالي ؟ و قد تضمن الفصل الأول من البحث تعريفا بمشكلة البحث و أهمية البحث و الحاجة إليه.

أما هدف البحث فقد تم تحديده بالتعرف على الأبعاد التربوية و الجمالية للفن المفاهيمي. و قد اقتصرت حدود البحث على الفن المفاهيمي (الفن-لغة، فن الأرض، فن الجسد).

و قد قامت الباحثة بتحليل أهم المصطلحات الواردة في البحث أما الفصل الثاني فقد اشتمل على مبحثين الأول يمثل الأبعاد التربوية و الجمالية لفنون ما بعد الحداثة. أما المبحث الثاني فقد تناول لغة الفن المفاهيمي.

أما الفصل الثالث فقد احتوى إجراءات البحث و تضمن مجتمع البحث و اختيار العينة و تحليلها و البالغة (5) نماذج، و اعتمد البحث المنهج الوصفي التحليلي عند تحليل العينة.

و جاء الفصل الرابع بنتائج البحث و الاستنتاجات فضلا عن التوصيات و القترحات، و من أبرز النتائج التي توصلت إليها الباحثة. 1.الفن لغة يتعامل مع العمليات الفكرية و الإدراكية و يحرر طاقات معرفية كبيرة تبدأ بضرورة النظر في المفاهيم الأساسية للأشياء و الأحداث التي تدور حول الإنسان و هو يعلم المتلقي ضرورة البحث في المفهوم نفسه و في طرق استقباله الذهنية و المعرفية في كل معطيات الفكر الإنساني و تدفقها قبل الوثوق بها كما في نموذج (1) من عينة البحث. 2.تعد اللغة نظاما من الرموز و الأصوات و الإشارات يحاول الفن المفاهيمي تقديمها في إطار رؤية جديدة تحفز كل من التربوي و المتلقي إلى إيجاد وسائل جديدة للوصول إلى المعنى و توسيع لعبة الدال و المدلول لتشمل الترابط الجدي بين الصورة و الكلمة المكتوبة من خلال منظور جمالي اتصالي يثير الرغبة في دراسة مديات كل من الكلمة و الصورة و تأثيرها في مجتمعات أصبحت تتأثر كثيرا بالكلمة المصاحبة للصورة و تثق بها أكثر من الكلمة المجردة لوحدها.

كما في نموذج (1) من عينة البحث. أما أهم الاستنتاجات التي توصل إليها البحث فهي : 1.حاول جوزيف كوزوث تفكيك المفهوم الواحد الراسخ إلى عدة دلالات متعددة، ذهنية، تأويلية، منطوقة، صورية من أجل تحفيز الدافع الذاتي للتعلم و الرغبة في وصول الحقيقة لدى المتلقي الذي يحاول سد ثغرات النص و ربط العلاقة بين مدلولات عديدة يمثلها دال واحد فاعل في إيصال الرسالة الجمالية و المفاهيمية كما في نموذج (1) من عينة البحث.