الاختصاصات ذات الطابع الدولي لرئيس الدولة في النظام البرلماني

الملخص AR

يلعب رئيس الدولة دورا كبيرا في العلاقات الدولية فهو الممثل الأول لدولته في علاقتها مع غيرها من الدول, و مارس رئيس الدولة في معظم الدول دورا و لو اسميا في مباشرة العلاقات الخارجية, و تحدد النصوص الدستورية و التقاليد الدولية دور رئيس الدولة في الممارسة الفعلية للعلاقات الدولية, كما تلعب شخصية الرئيس و تاريخه السياسي و انتمائه الحزبي دور هام في تحديد صلاحياته الدولية.

و كما في بقية الأنظمة البرلمانية يمارس الرئيس اختصاصات ذات طابع دولي في النظام البرلماني, غير أن هناك العديد من التساؤلات و الإشكالات التي تثار بصدد دور الرئيس على الصعيد الدولي في الدول ذات الأنظمة البرلمانية.

فهل أن اختصاصات الرئيس الدولية في الدول البرلمانية هو شكلي دائما؟ أم أنه قد يمارس دورا فعليا بموجب الدستور أو الواقع الذي تفرضه ظروف الدولة و تجربتها الخاصة, و شخصية رئيس الدولة, و غيرها من الأمور؟ كما أن هناك أكثر من نموذج واحد يمكن أن يوصف بأنه نظام برلماني, فهناك النظام البرلماني التقليدي, و النظام البرلماني شبه التقليدي و النظام البرلماني المتطور, فهل أن الاختصاص الدولي لرئيس الدولة يتوحد في جميع هذه الأنواع من النظام البرلماني؟ أم أنه يتباين من نوع إلى آخر؟ و لمعرفة الاختصاصات ذات الطابع الدولي التي يمارسها الرئيس في النظام البرلماني و أهمية الدور الذي يلعبه على الصعيد الدولي, سنعتمد الدراسة المقارنة منهجا لبحثنا, و ذلك من خلال المقارنة بين نماذج البحث التي تم اختيارها و تمثل أنواع النظام البرلماني و هي : لبنان أنموذجا للنظام البرلماني التقليدي, و العراق أنموذجا للنظام البرلماني شبه التقليدي, و الجزائر أنموذجا للنظام البرلماني المتطور.

و سيتم تناول اختصاصات الرئيس ذات الطابع الدولي وفق خطة علمية نقسمها إلى ثلاثة مباحث, المبحث الأول نخصصه لعقد المعاهدات و المبحث الثاني نتناول فيه تعيين السفراء و قبول اعتماد السفراء الأجانب أما المبحث الثالث فنبحث فيه الاعتراف.