تأخر النمو الجسمي لدى أطفال الرياض و علاقته ببعض المتغيرات

الملخص AR

إن تعرض الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة إلى الإصابة بتأخر النمو الجسمي من أكثر المشاكل التي تؤثر في نفسية الطفل و الوالدين معا.

لذا ينبغي في فترة الطفولة المبكرة أن تشبع فيها متطلبات هذه المرحلة، و إذا لم تشبع فمن الصعب جدا أن تعوض أو تشبع في مرحلة أخرى لأنها تكون مشغولة-عملية النمو-بإشباع متطلبات المرحلة الجديدة، و حتى لو أشبعت تبقى ضعيفة و ليست بالكفاءة التي تكون عليها فيما لو أشبعت في حينها.

فملاحظة النمو الجسمي و مؤشراته المختلفة كالطول و الوزن و مقارنتها بالمؤشرات العالمية في المراحل العمرية المتناظرة يساعد في تحديد وضع نمو الأطفال الجسمي و مدى تكيفهم و تكوين شخصياتهم، و لضمان توافر المواصفات العالمية الموجودة أو الاقتراب منها، يفترض أن تتطابق النتائج في إي بلد مع هذه المواصفات و لاسيما مرحلة ما قبل المدرسة كونها مرحلة تكوين و بناء و نمو سريع، لذا فمن الواجب توفير البيئة الملائمة و مستلزماتها و الغذاء الصحي من قبل أولياء الأمور و المؤسسات المعنية بذلك.

و قد حددت هدف البحث الحالي بتعرف : 1- الكشف عن العلاقة بين تأخر النمو الجسمي لأطفال الرياض و كل من (الجنس، عمر الطفل، طبيعة اللقاحات، شهية الطفل للغذاء، الوضع الأسري للوالدين، التحصيل الدراسي للأب، التحصيل الدراسي للأم، تدخين الأم، نوع الولادة).

و تكونت عينة البحث من (400) طفل و طفلة من أطفال الرياض، الذين اختيروا بصورة عشوائية طبقية من (24) روضة موزعة على مديريات التربية الست، وتم الاستعانة بأمهاتهم للإجابة على المعلومات العامة في المقياس، أما فقرات المقياس التي تمثل علامات تأخر نمو فقامت الباحثة بتسجيلها بنفسها، و هي (مجال العلامات الصحية التي تتكون من (8) فقرات، مجال العلامات الحركية و تتكون من (9) فقرات، مجال العلامات السمعية و تتكون من (8) فقرات، مجال العلامات النطقية و تتكون من (17) فقرة و مجال العلامات السلوكية و تتكون من (16) فقرة، أما مجال العلامات البصرية التي تتكون من (12) فقرة فقد تم تشخيصها من قبل (الفاحص البصر ي)، و أصبح المقياس مكون من (70) فقرة بشكله النهائي.

و تم استخراج القوة التمييزية لفقرات مقياس تأخر النمو الجسمي و علاقة الفقرة بالدرجة الكلية للمقياس و علاقة درجة الفقرة بالمجال و الثبات.

و بعد تطبيق المقياس على أفراد العينة تم تحليل استجاباتهم إحصائيا و توصل البحث إلى النتائج الآتية : 1- وجود علاقة بين متغيرات البحث دالة إحصائيا.

و إن (عمر الطفل، طبيعة اللقاحات، شهية الطفل للغذاء، التحصيل الدراسي للأم، تدخين الأم) لها مساهمة ذات دلالة إحصائية في تأخر النمو الجسمي لدى أطفال الرياض (العينة) أما (الجنس، نوع الولادة، الوضع الأسري، التحصيل الدراسي للأب) فلم تحظى بإسهام في المتغير التابع (تأخر النمو الجسمي).

و صاغت الباحثة التوصيات و المقترحات على ضوء ما أسفر عنه البحث من نتائج.

أهمية البحث و الحاجة إليه : إن تعرض الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة إلى الإصابة بتأخر النمو الجسمي من أكثر المشاكل التي تؤثر في نفسية الطفل و الو الدين معا (محسن، ينبغي في فترة الطفولة المبكرة أن تشبع فيها متطلبات هذه المرحلة، و إذا لم تشبع فمن الصعب جدا أن تعوض أو تشبع في مرحلة أخرى لأنها تكون مشغولة-عملية النمو-بإشباع متطلبات المرحلة الجديدة، و حتى لو أشبعت تبقى ضعيفة و ليست بالكفاءة التي تكون عليها فيما لو أشبعت في حينها.

فملاحظة النمو الجسمي و مؤشراته المختلفة كالطول و الوزن و مقارنتها بالمؤشرات العالمية في المراحل العمرية المتناظرة يساعد في تحديد وضع نمو الأطفال الجسمي و مدى تكيفهم و تكوين شخصياتهم، و لضمان توافر المواصفات العالمية الموجودة أو الاقتراب منها، يفترض أن تتطابق النتائج في إي بلد مع هذه المواصفات و لاسيما مرحلة ما قبل المدرسة كونها مرحلة تكوين و بناء و نمو سريع، لذا فمن الواجب توفير البيئة الملائمة و مستلزماتها و الغذاء الصحي من قبل أولياء الأمور و المؤسسات المعنية بذلك (صابر، 2007 : 9).

و قد توصلت دراسة حديثة أجرتها منظمة الصحة العالمية (W.H.O)، و أعلنت نتائجها مؤخرا إلى أن جميع الأطفال في أي مكان في العالم يولدون باستعداد متساو للنمو و وفق نمط واحد من الطول و الوزن (منظمة الصحة العالمية، 2006 : 32).

لذا يجب أن يكون لرياض الأطفال دور أساسي و مهم في جميع المجتمعات في تنمية النمو الجسمي و في الاكتشاف المبكر لتأخر النمو الجسمي للطفل (صابر، 2007 : 9) إذ تعد الروضة البيت الثاني بعد الأسرة التي تنمى فيها أبعاد النمو المختلفة للأطفال كما يكتسبوا فيها المفاهيم الأساسية و القيم الاجتماعية التي تؤهلهم للحياة المستقبلية (راتب و خليفة، 1999 : 8).

لذا وجه البحث اهتمامه في تعرف العلاقة بين تأخر النمو الجسمي لدى أطفال الرياض و بعض المتغيرات مثل (الجنس، عمر الطفل، طبيعة اللقاحات، شهية الطفل للغذاء، الوضع الأسري للوالدين، التحصيل الدراسي للأب، التحصيل الدراسي للأم، تدخين الأم و نوع الولادة).

لذا كان من الواجب إعطاء معلمة رياض الأطفال دور فعال في الكشف عن علامات تأخر النمو الجسمي عند الأطفال بوقت مبكر من أجل مساعدتهم على تخطي هذه المشكلة التي تؤثر على حياتهم المستقبلية.

كما إن الولادة قبل موعدها قد تؤدي إلى مشكلات في النمو الجسمي للطفل مثل نقص الأوكسجين يؤدي إلى خلل في الوظائف الحركية و كذلك الولادة بعد موعدها تؤثر على النمو الجسمي للطفل كإصابته بفقدان الشهية و بعض الاضطرابات الفسيولوجية (الطواب، 2013 : 21).

و ساهم نقص تغذية الأم و الطفل في زيادة نسبة و فيات الأطفال إلى الثلث من إجمالي العالمي الكلي لعام (2005) (Black RE & Others, 2008 : 66) فقدان الشهية مشكلة تشغل تفكير الآباء و الأمهات لعدم تناول طفلهم الغذاء بالقدر و الكمية الكافية لتحقيق النمو الجسمي السليم للطفل، و كثيرا ما يجبرون الطفل على تناول الكميات و أنواع من الأطعمة لا يرغب فيها و قد يعرضون الطفل على الطبيب بسبب هذه المشكلة.

و يلاحظ إن نسبة الأطفال المصابين بفقدان الشهية تصل إلى (25 %) من الأطفال، فالطفل عند الولادة يستمد مناعته من المناعة الطبيعية التي يحصل عليها من الرضاعة الطبيعية من حليب الأم و تعتبر هذه المرحلة الأولى لمناعة الطفل.

ثم تأتي المرحلة الثانية للمناعة و هي المناعة المكتسبة و المتمثلة في التحصين باللقاحات التي تقوم بتعريف الجهاز المناعي لدى الطفل بنوعية الفيروس أو البكتريا ليقوم الجهاز المناعي لدى الطفل ببناء الأجسام المضادة لكل لقاح فيروسي أو بكتيري و بالتالي بناء خط دفاع مناعي للجسم ضد الإصابة المفاجئة ببعض الفيروسات و البكتيريا و الجراثيم.

(منظمة الصحة العالمية، 2013 : 87).حيث أشار الزهيري (2000) بأن النمو يعني تغيرات كمية في الحجم و البناء، فالطفل لا يكبر جسميا فقط بل يزداد الحجم و البناء الداخلي للأعضاء الداخلية و المخ أيضا.

و نتيجة لنمو المخ يصبح الطفل أكثر قدرة على التعلم و التذكر و الفهم، فهو ينمو عقليا كما ينمو جسميا (الزهيري، 2000 : 94).

كما تفيد أكثر الدراسات أن تعرض الأطفال لدخان السكائر يضر كثيرا بصحتهم، فالأطفال الذين يعيشون مع أمهات مدخنات يدخلون إلى المستشفيات بسبب إصابتهم بالتهابات في الجهاز التنفسي العلوي أكثر من أطفال العائلات التي? يدخن إي من أفرادها.

فالطفل الذي يعيش في عائلة مدخنة يتعرض إلى قصور في نمو الرئتين و قصور الوظيفة التنفسية و إفرازات مستمرة في لأذن الوسطى (عبد الرحمن، 2010 : 39) و توصلت بعض الدراسات إلى إنه إذا ما تابعت الأم المدخنة أثناء الحمل التدخين فإنه بعد الولادة يتعرض طفلها إلى تأثيرات سلبية عديدة تؤثر على نواحي النمو المختلفة، كما تسبب في نقص كمية الحليب لديها و مرور المواد السمية مثل (النيكوتين) الموجود في الدخان إلى حليب الأم و بنسبة (690) مل في اليوم مقارنتا بحليب الأم التي لا تدخن (عبد الرحمن، و قد ثبت لدى علماء النفس أن الخبرات المؤلمة في الطفولة تولد مواقف يدرك فيها الطفل عدم تقبله من قبل الوالدين، مما يشعره بعدم الطمأنينة و التعاسة و تكوين مفهوم سلبي عن الذات مما يؤثر على توافقه في مراحل حياته التالية، لأن الحرمان من الرعاية الوالدية هو أول الأسباب المؤدية إلى الاضطراب في شخصية الأبناء، و تتحدد درجة الضرر من الحرمان بمدى العلاقة بين الطفل و والديه، و تختلف باختلاف نوع الرعاية البديلة و حالة الطفل الصحية و الظروف و الملابسات المحيطة وقت الحرمان (أحمد، 1997 : 96).