الفضاء العمومي الجديد للسلطة الخامسة

الملخص AR

منذ ظهورها بدأت شبكات التواصل الاجتماعي تتجلى كونها نظاما بإمكانه الاستجابة لاختراق دوائر الصمت في المجتمع، و منح الأفراد الاجتماعيين حضورا فكريا و سوسيولوجيا، حضور حجبته لوقت طويل أنظمة الإعلام الجماهيري الخطية.

لكن الجدير بالنظر في الظاهرة، هو أن كل الذي يحدث من تفاعل و تذاوت عبر هذا الفضاء العمومي الجديد، إنما يجري بواسطة اللغة، و هي التي يولدها واقع الأفراد الاجتماعيين في جدليتهم التواصلية مع الواقع الذي يعيشونه، و التي لاحت من بدايتها متطهرة من الضوابط و القواعد اللسانية.

لقد غمزت هذه اللغة الفضاء العمومي الجديد و بات النشاط التواصلي الحثيث في حدوده، تحققه اللغة، و يؤمنه إنتاج المعنى في أبسط مظاهره، لاعتباره ضربا من ضروب التفاعل الحاصل بواسطة الرموز.

و هو، فضلا عن كونه موجها نحو التفاعل و تحقيق الذات، فإنه في المقابل يعيد رسم هندسة الوظائف التي يؤديها الإعلام التقليدي المنحصرة في المراقبة و التشاور و التنشئة و التعبئة.

إنه شكل من أشكال التعايش الحديث مع نظام السلطة الرابعة، و هو أيضا ممارسة اتصالية تكشف عند بداية ظهور سلطة خامسة بأدوات بلاغية جديدة و تستدعي إعادة النظر أصلا في القواعد الصحفية السائدة.