العتبات النصية في الشعر الأردني

الملخص AR

على الرغم من وفرة الدراسات و البحوث التي تناولت الشعر الأردني بالدراسة و البحث، في مختلف القضايا و الاتجاهات، غير أن موضوع العتبات النصية الذي تنبه له النقاد مؤخرا مستفيدين من معطيات النقد الغربي، ظل بمنأى عن اهتمام كثير من نقادنا و دارسينا، فلا يكاد الدارس يجد دراسة وافية تفصل القول في هذا الموضوع.

و لعل انتقال الشعر العربي من مراحله الشفوية إلى مراحله الكتابية قد جعل هذه القضية في بؤرة الاهتمام النقدي، ذلك لأن التحقق المادي للنص قد نبه الناقد إلى ما حوله من نصوص موازية لها أكبر الأثر في إضاءة الرؤية النصية، و الأخذ بيد القارئ صوب اتجاهات النصوص و دلالاتها.

من هنا جاءت هذه الدراسة خطوة أولى في سبيل دراسة العتبات النصية في الشعر الأردني من خلال تركيز الضوء على عتبة الغلاف و ما تتضمنه من إشارات سينمائية مهمة تنبئ باتجاه الرؤية النصية، و لعل ذلك مما يفتح شهية النقاد فيما بعد للقيام بواجباتهم تجاه العتبات الأخرى.

كالإهداء، و الشروحات و المقدمات و التوقيعات و سواها من العتبات و تطمح هذه الدراسة إلى تقديم تصور أولي عن طريقة توظيف الغلاف في سبيل الكشف عن مكنونات الرؤية الشعرية، و مقايسة مدى ملاءمة الغلاف للرؤية عند الشعراء الأردنيين، و تكشف الدراسة عن أهمية الربط المحكم بين رؤية الغلاف و رؤية النص، كما تكشف عن نجاح عدد من الشعراء في تكييف غلاف كتابهم الشعري و الرؤية النصية، في حين لم ينجح بعضهم الآخر في ذلك، و ظل غلاف مجموعتهم يراوح خارج مدار الرؤية، ليكون مجرد غلاف تزييني للمجموعة الشعرية.