وصف أم العبد الخزاعية للرسول صلى الله عليه و سلم : دراسة تحليلية

الملخص AR

جمع الله في شخص النبي P من الكمالات ما لم يجتمع لأحد من العالمين ؛ فبعثه الله تعالى للناس كافة بشيرا و نذيرا، وداعيا إليه بإذنه و سراجا منيرا، برسالة سماوية سمحة جاءت لتخرج الناس من سفح الجاهلية و تسمو بهم في أعلى مراتب الإيمان و القيم الفاضلة، و ترشدهم إلى مكارم الأخلاق بنقاء شمائله p، عن طريق نهج رباني فريد علمه الله له إذ أنزل عليه الكتاب، و آتاه الحكمة و فصل الخطاب ؛ لذلك أضيفت أقواله و أفعاله-تشريعا ثانيا-إلى التشريع السماوي، و قد دون الصحابة أقوال النبي p و أفعاله، و سجلوا أوصافه كاملة لتكتمل الصورة في معناها و مبناها جامعة كل لمحة لسيدنا محمد pمن ميلاده إلى انتقاله للرفيق الأعلى.

و أشهر أولئك الذين وصفوا النبي p أم معبد الخزاعية و ذلك عندما مر بخيمتها و هو طريقه مهاجرا إلى مدينة المنورة، و قد تناولت أم معبد وصف النبي صلى الله عليه و سلم خلقا و خلقا، مشيرة إلى وسامته وجمال عيونه، ثم تحدثت بعد ذلك عن الوقار الذي يكسوه، و البهاء الذي يعلوه في حالتي الصمت و الحديث، فقد كان P يخرج الكلمات على متمهلا حتى إنه ليسهل على السامع عد الكلمات التي ينطق بها، و هذا إن دل إنما يدل على بلاغته و فصاحته التي تمكن ناصيتها فجاءت عباراته متناسقة و متناسقة لأداء المعنى.