مسائل مما خالف فيه الفراء الكسائي

الملخص AR

الكسائي-و الذاكروه بعده عيال عليه-إمام الناس في القراءة في زمانه، و أعلمهم بها، و أضبطهم لها، انتهت إلية رياسة الإقراء بالكوفة بعد الإمام حمزة، و للكسائي مؤلفات في القراءات و النحو ذكرت أسماؤهم و لكن لم نرها، و لم نعرف شيئا عنها، فإما أن أتت عليها عاديات الدهر فأفنتها فيما أفنت من تراث هذه الأمة، و إما أنها لا تزال حبيسة مكتبات لم تطلبها أيدي المحققين.

فالكسائي خلف للمكتبة العربية أقوالا نفسية تنم على ثقافة غزيرة، و اطلاع واسع.

أنتهى إلينا بعضها، و عدت العوادي على بعضها الآخر، أما علمه-و كثير ما هو-الذي انتهى إلينا فقد جاءت بعض نصوصه متناثرة في بطون الكتب وقف عليها أصحابها، و لا سيما مؤلفات الفراء صنيعة الكسائي، و ناشر علمه، فقد اشتملت على جملة صالحة من أقوال هذا العالم النحرير، التي أودعها في كتابه الجهير معاني القرآن ؛ إذ رأيناه ينقل عن الكسائي في كتبه، و يستشهد بأقواله و رواياته، و يعتمد عليها فيما يمضي إليه، و يشرحه، و يستنتجه.

غير أنه لا يسلم بما سمع حتى يعرضه على أصول العرب و سنن كلامها، فما وافقه أخذه، و مالم يوافق سننها هجره و أعراض عنه صفحا ؛ لهذا الفيناه يخالف شيخه الكسائي في مواضع غير قليلة تبدت لنا في كتابه معاني القرآن، فجاء هذا البحث للوقوف على تلك الآراء التي خالف فيها الفراء الكسائي.