تجليات المكان في شعر السري الرفاء

الملخص AR

يمثل المكان في الأدب—لا سيما الشعر-عنصرا مهما من عناصر التجربة الأدبية، فالعمل الأدبي حين يفقد مكانيته، فهو يفقد خصوصيته، و بالتالي أصالته، و يتشكل المكان في الشعر من خلال اللغة الشعرية التي تمتلك بدورها طبيعة مزدوجة، فلها بعد مادي فيزيائي يربط بين الألفاظ و أصولها الحسية، و لها نظام من العلاقات التي تعتمد على التجنب الذهني و البعد التخيلي.

و قد كان المكان يمثل خصوصية عند الشاعر العربي السري الرفاء تأخذ أبعادها تمن حياته الشخصية التي شهدت أحداثا و وقائع و تقلبات كثيرة، إذ انطلق من الموصل تلك المدينة المجللة بالعظمة و الجمال، و المكللة بمفاتن الطبيعة الخلابة، حاملا راية شعره الذي ينبض رقة و عذوبة، و المفعم بالعاطفة الصادقة الممزوجة بمعاناته و آلامه، و أفرحه و أحلامه، ليواجه لنا تكاثرت فيه الأحداث المتناقضة، فعاش تقلباتها مترجما ذلك في شمر الذي مثل صورة لحياته بكل تفاصيلها و جزئياتها، لذلك فقد وقع الاختيار عليه مادة هذا البحث الذي يحاول استجلاء دلالات المكان في شعره، من خلال منهج تحليلي يستنطق النصوص الشعرية عبر مختلف أدوات التحليل سعيا إلى الوقوف على سمات النصوص الشعرية بأبعادها الفنية و الدلالية، معتمدين في ذلك على منهج يعتمد الجاذب الهندسي أساسا له و يتمثل ثنائية ذات معيار موضوعي و المغلق، كونها ثنائية ذات معيار موضوعي تحاول أن تستوعب الأمكنة بمختلف أنواعها و أنماطها.

و على وفق ذلك فقد انقسم البحث على مبحثين : المبحث الأول : (الأماكن المفتوحة) و المبحث الثاني : (الأماكن المغلقة).