معايير الجودة في الخط العربي من وجهة نظر التراث

الملخص AR

لم تكن الجودة من بدع عصرنا، و لكن لها أصولا في ثقافة العرب و آدابهم منذ الجاهلية.

فقد بحث العلماء العرب القدامى موضوع مهارات اللغة العربية كافة من وجهة نظر الجودة بحثا معمقا في مؤلفاتهم العلمية.

و يعد الخط من أساسيات الكتابة، و آن له فضيلة كبيرة في اللغة، حيث شرفه الله سبحانه و تعالى بقوله (ن و القلم و ما يسطرون) إن هذا القسم العظيم من الله عز و جل للقلم، يجعل له من الشرف العظيم و المنزلة السامية الشيء الكبير، و أن صاحبه يتبوأ مكانة عالية في الأمة.

لأن الكاتب المعتبر هو المقرب من السلطان في معظم الأمور إن لم يكن كلها.

أضف إلى ذلك، أن الشعراء كانوا يجلسون و يتبارون في أسواق مكة المكرمة لاختيار أجودهم شعرا، و ذلك من قبل لجنة الجودة التي تحكم على شعرهم.

و كان للمعاني و هي مدار النظم و أحكامه نصيب وافر من الجودة كذلك، حيث أوفى الجرجاني هذا الموضوع حقه من البحث و الدراسة، وعاب على الجاحظ اهتمامه باللفظ الظاهر الذي لا يكون له أهمية إلا إذا كانت معانيه سامية، و أن لعلامات الترقيم أهمية كبيرة فاللغة، لمعرفة فواصل الكلام و وصله، و بداية الكلام و نهايته، فإن معايير الجودة روعيت في كل هذه الأمور، و حظيت بدراسة مستفيضة عند العلماء العرب قديما.