الخطاب البصري الجمالي و المنطومة السمعية في العرض المسرحي

الملخص AR

تحظى تقنيات مفردات العرض المسرحي بتحول كبير في لتوظيف الإبداعي لعناصرها الجمالية من خامات و أشكال و تكوينات و كتل سعيا منها للارتقاء التعبيري الأمثل في تجسيد القيمة الرئيسية للفكرة و الموضوع المطروح، بما يعزز التعامل مع تقنيات (مفردات الديكور – الإضاءة – الضربات الموسيقية – المؤثرات الصوتية – الأزياء – المكياج)، بحيث تحقق الأجواء المناسبة المتخيلة التي يسعى إلى إبرازها و نجاحها كاتب النص و مخرج العرض المسرحي، و بتشكيل لمسات المشاركة الفاعلة لقدرة مصممي المفردات السينوغرافية، لشمول تكامل أجواء الفضاء المسرحي، بأبعاده الثلاثية للكتل و التكوينات المنظرية، لما تمتلكه من إضافة عملية الإيهام الطبيعي للمكان و الزمان، و تسلسل البناء الدرامي أثناء اللحظات الدراماتيكية التي تساهم بتطور الأحداث و المشاهد المرئية و السمعية، و تدخل عناصرها الفيزيائية من (الضوء – اللون – الظلال)، مع تجسيم الأجواء الصوتية و الضربات الموسيقية و زخرفة الأزياء و جمالية عملية المكياج، بعد توفر الأجهزة التقنية و الإلكترونية الحديثة التي تغطي جميع متطلبات نجاح خلق العرض المسرحي، بسحرها و لمساتها الفنية و الجمالية إيقاعا بصريا، بعد فهم و إدراك ملمس القيم الجمالية بأساليبها و اتجاهاتها لخلق الذاكرة الحسية عند المشاهد. لذا فقد وجد الباحث الحاجة إلى البحث في دراسة موضوع (الخطاب البصري الجمالي و المنظومة السمعية في العرض المسرحي) ليكون البديل الأكثر (مرونة – رغبة – قوة) عن المفردات التقنية للخامات المنظرية الفيزيائية الملموسة، مع الإنجاز بأقل الكلف و الأسهل عملا في سرعة إنجاز الإنتاج المسرحي في تحقيق الخطاب البصري الجمالي و الإيقاع المحسوس، بتحقيق المفاهيم المعاصرة التي تتمتع بخطابات معرفية و جمالية، ينتقل من خلالها مفهوم الرؤية و التحليل للنص الأدبي. تأسيا على ما سبق فإن الباحث يرى إن هناك ضرورة لاستشراق آليات ذلك الخطاب، و ارتباطه بالمنظومة الصوتية عبر دراسة تحليلية موضوعية، سيما و أن هذا الموضوع لم ينل ما يستحقه من الدراسة المنهجية، إلا بحدود الكتابات المقالية و بعض الدراسات التي لم تتناول الخطاب البصري و تفكيكه و ما يؤشر عليه، و هو خطاب عملية الربط فيما بينه و بين المنظومة السمعية، التي شكلت لدى الباحث مبررا موضوعيا لدراسة هذا الموضوع في محاولة لتجذير المعرفة الفنية و تبيان الآثار الجمالية لذلك الخطاب، و صعوبات مساهمة المنظومة السمعية في رفع كفايته لتحقيق الذروة الجمالية و المتعة الفنية التي ينشدها العرض المسرحي. لذلك حدد الباحث بحثه بعنوان (الخطاب البصري الجمالي و المنظومة السمعية في العرض المسرحي).