النشاط الطبي في العصريين الراشدي و الأموي

الملخص AR

يعد موضوع النشاط الطبي في العصريين الراشدي و الأموي من المواضيع التي تستحق الدراسة لكون الطب مرتبط بحياة الإنسان و صحته فالطب من العلوم الهامة التي ينبغي التعرف عليها و الكتابة عنها و قد أكد الرسول محمد(ص) على الاعتناء بدراسة الطب من خلال الأحاديث النبوية الشريفة.

و أولى الخلفاء الراشدين عناية كبيرة بهذا العلم رغم انشغالهم بإدارة شؤون الدولة الكبيرة و منهم الخليفة عمر بن الخطاب و الإمام علي بن أبي طالب و أغدقوا الأموال من أجل هذا العلم و اعتنوا بالعلماء و العاملين في هذه المهنة الشريفة و من أقوال الإمام علي بن أبي طالب المأثورة قوله : (( المعدة بيت الداء و الحمة رأس الطب )).

و لم تقتصر مهنة الطب على مداواة المرضى في الداخل و إنما شاركوا في المعارك العسكرية لمداواة الجرحى و برز عدد كبير من الأطباء في العصر الراشدي منها على سبيل المثال : أثير بن عمرو السكوني و هو كبير الأطباء زمن الإمام علي بن أبي طالب و آخرون.

و اعتنى الخلفاء الأمويين بهذه المهنة النبيلة و خصصوا مبالغ من أجل إرسال طلاب العلم الى الأمصار المجاورة لغرض الدراسة و قاموا بشراء الكتب النادرة من الأمصار و اعتنوا بحركة الترجمة و منهم خالد بن يزيد.

و استفادوا من خبرات عدد من الأطباء الذين جاءوا الى العراق و بلاد الشام و من أطباء العصر الأموي آثال النصراني و أبو الحكم الدمشقي و آخرون.

و اعتنى الخلفاء الأمويون بإنشاء المستشفيات و خصصوا ردهات خاصة ببعض الأمراض الجلدية لمنع العدوى، و الطب في هذه الحقبة الزمنية كان يتصف بالصدق و العدالة و التسامح و التساهل و الاهتمام بالمرضى.