الطائفية و الزخم الثوري في العراق و البحرين

الملخص AR

يمكن وصف الطائفية على أنها انحراف سرطاني عن فكرة الدين المحببة تماما، كالعنصرية التي تمثل هي الأخرى انحرافا سرطانيا عن فكرة القومية، و الطاعة كظاهرة اجتماعية كثيرا ما يتم توظيفها سياسيا، و هي لا تختلف كثيرا عن بقية الظواهر التي تعاني منها معظم المجتمعات، و خاصة تلك التي تعاني من مشاكل الوحدة الوطنية، ربما يكمن الفارق في توقيت تفاعل و تفاقم و تفجير هذه الظاهرة.

و من يراقب خارطة الفوضى الحادة التي تنتاب منطقتنا العربية، عليه ابتداء أن يميز بدقة بين نسيم الحرية و الثورة في هذا البلد و بين رائحة البترول و الأطماع الإقليمية في بلاد أخرى.

إن منطقتنا العربية تخضع الآن إلى ما يشبه مشروع سايكس — بيكو جديد، و لكن بأدوات و أنماط جديدة، تقوم على أسس عرقية و دينية، فيبدو على ضوء الحراك الخالي أن العد التنازلي لنظريات سادت عقب الحرب الباردة قد بدأ كنظرية الفوضى الخلاقة لبرنارد لويس ؛ لتفكيك دول المنطقة، و إعادة تشكيلها على أسس طائفية و عرقية، و كذلك نظرية في صراع الحضارات.

تقدم الدراسة توصينا للحالة الطائفية في العراق و البحرين من حيث جذورها و مدخلاتها، و هل هي ظاهرة اجتماعية أو سياسية ؛ إذ تمثل الطائفية في العراق معادلة معقدة من حيث أطرافها، و من حيث مدخلاتها و مخرجاتها ؛ و من حيث تداخل أبعادها السياسية، و الاجتماعية و الدبة، فالطائفية في العراق ظاهرة دخيلة بمثل فيها العامل الخارجي النسبة الأكبر، كما أن الطائفية في العراق سست متجذرة على المستوى الاجتماعي، فيما تختلف وظيفة الطائفية في البحرين من حيث عمق الظاهرة، و أطرافها، عما يجري في العراق-تبحث الدراسة في خصائص الحراك الشعبي العراقي، و وظيفة الطاعة في المظاهرات البحرينية و تسعى إلى استشراف مستقبل الطائفية في المنطقة العربية على ضوء الحراك في كل من العراق و البحرين، خاصة و أن الثورات التي تختلط فيها روائح البترول و الطائفية، و التي يتغلب فيها العامل الخارجي على استحقاقات العامل الداخلي، تصب نتائجها غاليا في غير تصالح الأمة، و تعمق و تزيد من حدة محاور الصراع الطائفي في المنطقة، و زيادة النفوذ الأجنبي فيها.