"إسرائيل" و التغيير في المنطقة العربية.. : سيناريوهات التحدي و الاستجابة

الملخص AR

شغلت التغيرات العربية الشعبية زلزالا سياسيا، اهتزت لشدته كافة الدول الإقليمية و العالمية ؛ نظرا للأثر الذي ستلعبه في رسم مستقبل المنطقة، و كانت إسرائيل من أهم الدول التي راقبت الأحداث في المنطقة العربية، بعين الترقب و القلق، و سارعت إلى دراسة السيناريوهات المستقبلية، لشكل علاقاتها في مرحلة ما بعد التغيرات مع محيطها العربي، خصوصا مع الدول التي ترتبط معها بعلاقات دبلوماسية و معاهدات سلام.

و قد أشار الأداء الإعلامي و الدبلوماسي الإسرائيلي أثناء التطورات العربية، إلى حجم الهلع الذي أصاب الدوائر الرسمية و الإعلامية في إسرائيل ؛ خوفا من التداعيات المحتملة لها على الأمن و الاقتصاد الإسرائيليين.

و تواصلت المتابعات الرسمية الإسرائيلية لتطورات المشهد العربي سياسيا و عسكريا و أمنيا و استراتيجيا، و طغى المشهد العرض، على مجمل الحركات السياسية الإسرائيلية، الداخلية و الخارجية.

و قد سعت إسرائيل إلى وضع استراتيجيات جديدة لتلائم الوقع العربي الجديد، و بذلت جهودا كبيرة و حثيثة على صيغة «الثورة المضادة»، أملأ باختراق بعض التيارات العربية.

و أدرك الإسرائيليون أن الوازنات التي كانت قائمة في المنطقة في طريقها للزوال، و بدأ الكتاب الإسرائيليون يشيرون إلى أن غياب بعض الأنظمة العربية، يعني فقدان «الرصيد الاستراتيجي» لإسرائيل ؛ فيما بدأت تظهر بوادر تؤكد تغير وزن الشارع في القرار السياسي الرسمي العربي.

و هناك ثمة قلق إسرائيلي آخر يتمثل في احتمال استفادة الإسلاميين من التغيير ؛ لأنهم الأكثر تنظيما و خبرة في العلاقة مع المجتمع، و أغلب استطلاعات الرأي تعطيهم الوزن الأكبر، قياسا بغيرهم.

و فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقد تراوحت السيناريوهات الإسرائيلية المطروحة بين التفاؤل و التشاؤم تجاه أثر هذه التطورات على القضية الفلسطينية، و الصراع العربي الإسرائيلي ؛ بحيث غلب على فحوى السيناريو الأكثر تشاؤما أن حالة عدم الاستقرار في الدول العربية ستتيح لعناصر إسلامية إمكانية السيطرة على السلطة، ما من شأنه أن يلحق ضررا كبيرا باتفاق السلام مع إسرائيل، مع اتفاق ردود الفعل الرسمية السياسية و العسكرية في تل أبيب، على أن التطورات العربية دشنت عهدا جديدا سينعكس على الشرق الأوسط برمته، كما أن ملامح هذا العهد لم تتضح بعت، فضلا عن وجود احتمالات قنية باحتمال اندلاع ثورات أخرى في المنطقة تهدف لإحداث تغيير في أنظمة الحكم القائمة.